‫الرئيسية‬ ملفات عضوة كنيست سابقة : سوف يخرج الشرق الأوسط من أزمة كورونا بشكل مختلف عما كان عليه
ملفات - منوعات - مارس 21, 2020

عضوة كنيست سابقة : سوف يخرج الشرق الأوسط من أزمة كورونا بشكل مختلف عما كان عليه

الشاهد – وكالات
كسينيا سفيتلوفا زميلة أبحاث بارزة في معهد السياسات والإستراتيجيات في مركز هرتسيليا متعدد التخصصات، ومديرة برنامج إسرائيل-الشرق الأوسط في معهد “ميتفيم” ( المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية) ونائبة سابقة بالكنيست كتبت مقالا بصحيفة “يديعوت أحرونوت” تحت عنوان “الوباء قد يؤدي إلى نهاية الشرق الأوسط الذي نعرفه”، دعت فيه إسرائيل إلى الاستعداد لما وصفته بالتطورات المقلقة وذلك من أجل حماية نفسها.
نص المقال..
فاجأت أزمة كورونا الشرق الأوسط على حين غرة. حتى قبل إعلان تفشي الوباء، أعلن لبنان إفلاسه رسميا بعدما أعلن رئيس الحكومة حسان دياب أن بلاده لا يمكنها تسديد ديونها الضخمة.
تجاوزت مصر مطلع العام الجاري العتبة المخيفة بوصول عدد سكانها 100 مليون نسمة، الأمر الذي يعتبره النظام هناك تهديدا للأمن القومي للبلاد.
وكان العراق في خضم أزمة اقتصادية هائلة ومظاهرات متواصلة ضد النظام غير الفاعل أساسا.
في الأردن، ازداد الاستياء من تكلفة المعيشة، وارتفاع البطالة والبنية التحتية المهترئة، وفيما يتعلق بسوريا فحدث بلا حرج.
السؤال المطروح هو ما إن كانت الأنظمة بالشرق الأوسط ستصمد في مواجهة الهزة التي تهدد الاستقرار المالي للعالم بأسره؟
الأردن ومصر ليسا فقط جارتين قريبتين لإسرائيل وشركاء استراتيجيين لها في مكافحة الإرهاب. يدور الحديث عن بلدين أساسيين في المنطقة بأسرها، وأي شيء يحدث لأحدهما سيؤثر لا محالة على إسرائيل والسلطة الفلسطينية والشرق الأوسط بأكمله.
في مصر، سجلت حتى يوم أمس (الثلاثاء) 166 حالة إصابة بكورونا فقط، لكن بحثا كنديا قدر أن العدد المصابين يصل إلى 20 ألفا.
كل من يعرف مصر يدرك أن منظومة الصحة العامة بحاجة إلى التحديث وأن العديد من المصريين ليس لهم صلة بالطب الحديث، ناهيك عن فحص اكتشاف الفيروس.
علقت الحكومة الدراسة، وأغلقت مراكز التسوق وأماكن الترفيه، وفرضت إغلاقا على عدة أحياء وقرى حيث يعيش مصابون مؤكدون بالفيروس. ولكن هل يمكن لدولة ضخمة يبلغ معدل البطالة فيها 11.5٪ أن تصمد أمام الإغلاق المطول والشلل الاقتصادي؟ ماذا سيحدث عندما يتكرر السيناريو الإيطالي في بلد النيل؟.
يجب على كل من يدعم مصر كمرساة للتصدي لقوى الإسلام الراديكالي في الشرق الأوسط أن يشعر اليوم بالقلق.
ستحتاج القاهرة إلى حزمة ضخمة من المساعدات للتعامل مع الوضع، في وقت يشهد العالم كله حالة تراجع اقتصادي كبير للغاية.
كذلك فإن الوضع ليس مشرقا في الأردن، الذي يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين من سوريا والعراق، بالإضافة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المزدحمة والفقيرة.
العدد الرسمي للمصابين (في الأردن) هو 34، لكن لا توجد طريقة حقيقية لمعرفة ما يحدث في الأحياء الفقيرة المزدحمة ومخيمات اللاجئين والمدن البعيدة عن العاصمة. تم إغلاق الحدود وتم إخضاع المصابين للحجر الصحي، لكن من الواضح أن تفشي الوباء بشكل أكبر أيضا في المملكة الهاشمية أصبح قريبا.
قبل وقت قصير من تفشي الوباء تلقى الأردن حزمة مساعدات كبيرة من قطر، إلا أنها تضمت تصاريح عمل للكثير من الأردنيين في الدولة الخليجية، والآن هي أيضا (قطر) أغلقت أبوابها.
على إسرائيل أن تتابع بحذر ما يحدث لدى الجيران. حافظ الأردن على الحدود الأطول مع إسرائيل هادئة ومستقرة على مدى سنوات طوال. وإذا ما انزلق إلى الفوضى- وهو السيناريو الذي تم بحثه العام الماضي عندما نزل آلاف المواطنين اليائسين إلى الشوارع وطالبوا الحكومة بعدم رفع الأسعار ومعالجة البطالة وغلاء المعيشة- ستكون الحدود الشرقية لإسرائيل بالفعل مخترقة ومكشوفة.
ستؤذي أزمة الكورنا بشكل ملحوظ البلدان الأكثر ضعفا بالشرق الأوسط، تلك التي صنفت بالفعل ضمن فئة “دول فاشلة”- failed states. سوريا ولبنان والعراق وليبيا كلها دول مدمرة وبعضها مفلسة. لا أحد منهم صديق للغرب وليس لديهم ظهير اقتصادي قوي يمكنه مساعدتهم في التصدي لوضع اليائس. الصين هي الوحيدة التي يمكنها التدخل لصالحهم، ومن غير الواضح كيف ستتصرف ولمن ستلقي طوق النجاة.
سوف يخرج الشرق الأوسط من أزمة كورونا بشكل مختلف عما كان عليه. سوف تسقط أنظمة، وتنهار بنى تحتية، وستسود الفوضى في بعض الأماكن. يجب أن تكون إسرائيل مستعدة لكل هذه التطورات المقلقة من أجل حماية نفسها.

‫شاهد أيضًا‬

الإرادة

ريم عثمان : كتابات حرة الحياة رحلة طالت أو قصرت تحتاج أن نعيشها بسعادة وعطاء، أن نأخذ منها…