‫الرئيسية‬ حوارات محمد سيف الدين للشاهد : الواقع الآن يحتاج إلى ثورة أكبرمن ثورة ديسمبر
حوارات - سبتمبر 30, 2020

محمد سيف الدين للشاهد : الواقع الآن يحتاج إلى ثورة أكبرمن ثورة ديسمبر

السلطة الحالية سطت على الثورة .. و سرقة قصيدة مثل سرقة أموال البترول
الشاهد تحاور صاحب قصيدة الهتاف “الطلقة ما بتكتل .. بكتل سكات الزول”
حاوره : فتحي البحيري
تمهيد : أخيرا استطاع الشاعر محمد سيف الدين صاحب القصيدة التي كان هتاف “الطلقة ما بتكتل ..بكتل هتاف الزول” من البرهنة على صحة نسبة القصيدة إليه بعد أن أعاد نشر منشور بفيسبوك كان قد كتب فيه القصيدة كاملة بتاريخ سبتمبر 2013 لينحسم جدل مؤلم حول من هو شاعر القصيدة التي ألهمت حماس ملايين الشباب والشابات في طول البلاد وعرضها في المواكب والتظاهرات والمليونيات .. كان لزاما على صحيفة الشاهد أن تحتفي بمحمد سيف بهذه المناسبة بهذا الحوار القصير الخفيف !!
* البداية تعرف القراء بنفسك … الحيثيثات .. الميلاد .. السكن … الدراسة .. العمل … النشاط الثقافي والانتماءات والميول السياسية والخ ؟
– أنا محمد سيف الدين محمد سيد أحمد .. من مواليد 1979 ( حسب الجواز) .. أسكن في أمبدة الحارة الأولى
درست بكلية علوم التقانة وتخرجت في سبتمبر 2004 هندسة حاسب آلي. طبعاً ما اشتغلت في السودان إلا شغل حر طيلة فترة ما قبل التخرج وبعدها والأسباب مشتركة مع ناس كتيرين غيري من الخريجين غير المنظمين أو المنتمين لتنظيمات خلاف الكيزان.
ثقافياً ما كنت مرتبط بأي حاجة مع اي مجموعة و إنما كانت إهتمامات شخصية بتكفيها مع نفسك فقط في أوقات فراغك.
الإنتماء السياسي ما كان لأي تنظيم عموماً أنا بشوف أي تنظيم أو مجموعة مهما علا كعبها بيكون في أخطاء ونواقص ما بكون عاوز ألزم نفسي بيها أو بالدفاع عنها وتبريرها ( حتى مع نفسي)
* قصة كتابة القصيدة في سبتمبر 2013 والاحاسيس التي صاحبت كتابتها وما هي حكاية نسبتها لآخرين وما هي الاسباب ؟
في 2013 كنت في الرياض في السعودية وكنت كالعادة بتكلم في الفيس وفي أي ملمة في حاجات الإنقاذ الغلط .. عموماً ما كان عندي سقف للانتقاد فكنت بتكلم في أي زول .. حصل اتمسكت في المطار كذا مرة بأسباب ممكن تكون سخيفة يعني ممكن يكون التبرير إنو في غلط و تشابه في الأسماء مع شخص كان مسجون في السعودية يحمل نفس اسمي الرباعي وغيرها من السخف اللي ممكن يخترعه طفل صغير .. الوالدة كانت مستاءة وقلقة من لساني وكانت بتقول لي ( زمان كنت سنقل .. لكن حالياً عندك زوجة وطفل تحت مسئوليتك .. ونحن ذاتنا كبرنا وابوك عيان ولو جاتو صدمة من اي إتجاه ممكن يروح فيها … والخصم جهة كبيرة وما بتخاف الله) ووصايا من النوع ده ..لغاية ما إلتزمت ليها إنو خلاص تاني حا أسكت وما حا أتكلم في الحكومة ..
في 2013 نفسها كان في فيضان حصل وظهرت مجموعة (نفير) اللي كانت بتعمل في معجزات أخلاقية كنا بنظن إنها قاربت الاندثار عندنا وفي نفس الوقت كنت خارج الوطن وبعيد عن المشاركة في العرس الوطني الجميل ده وكتبت فيهم نص باللغة العربية الفصحى .
وحصلت ثورة سبتمبر بكل ألقها و بريقها كثورة قاربت إنها تكون كاملة الدسم .. وتعامل معاها النظام بالوحشية التي تعرفها .. وماتوا شباب كانوا بالجد كأنهم شموع في العهد المظلم داك . الإحساس خارج الوطن بالوطن نفسه بيكون عالي شديد و فوااح جداً ..
واتكتب الكلام .. أنا ممكن أؤلف قصيدة .. لكن نفير ويا والدة اعفي لي ما كانوا مؤلفات .. كانوا كلام انكتب لوحده .. وكانت معاهم قصيدة تانية مطلعها ( مين اللي قال انو الشمس حقت فلان)
المهم عموماً هي أحاسيس بتطلع منك بدون ما توقت ليها وتمرق كتابة وتلمس وجدان ناس تانيين وتحرك فيهم إحساس بيعرفوه وبدون ما يشعروا بيقولوا ( رائع) أو ( يا سلام) وهم لا يدرون إنو ده إحساس عام مشترك وإنو أنا نجاحي الوحيد في إني قدرت طلعتو في كلمات مقروءة.

* شعورك طيلة الفترة من 2013 وانت ترى بعض أبيات القصيدة وهي تتحول إلى هتاف وكولنق للمخاطبات السياسية واركان النقاش داخل سوح الجامعات وخارجها ومن ثم هتافا موحدا تقريبا في كل المواكب التي خرجت ابتداءا من ديسمبر 2018 وحتى ابريل 2019 ؟
بصراحة كانت مشاعر مختلفة … في ناس منذ أن خرجت القصيدة شالوها وادعوها لأنفسهم وديل كانوا بيدوني إحساس حنق ومغسة شديدة و غيظ .. لانو السرقة موجودة منذ الأزل .. لكن السرقة ام عيناً قوية دي أمر مستجد علينا. اجتهدوا معاي أصدقاء الفيسبوك خالص في موضوع إحقاق الحق ده لكن الانتشار كان أكبر مننا.
و تركناه ..
الإحساس لما تسمعها او تلقاها عند ناس ما بيعرفوك ( وفي نفس الوقت ما سارقينها أو ناسبينها لي شخص) .. ما كنت بزعل .. ما كان بيجيني إحساس إنها حقتي إلا لما ألقى زول ناسبها لي نفسه أما لما ألقاها عند ناس مجهولة المصدر ما كنت حتى بحاول اوضح انها حقتي.
لما ظهرت تاني في ديسمبر 2018 كان نفس الاحساس
بس في شخص ( من جامعة الخرطوم) كانت عينو قوية شديد و إعلامه برضو قوي شديد وكان هو وأصحابه مصرين على نسبتها ليه بكل وسيلة وطبعاً هو شخصياً عامل لي حظر علشان ما أوصل ليه
وجاتني النصائح إني أسجلها بعد كدة ( زمان كان صعب تتسجل) وفعلاً مشيت سجلتها في المصنفات ومازلت من حين لآخر بسمع نسبتها لي شخص معين وبتجاهل الموضوع .. ما عدا مرتين . مرة فرحت خالص وكنت سعيد .. ومرة حزنت جداً وكنت محبط منه
الاولى إنو في ناس نسبوا القصيدة لي (حميد) الله يرحمه . كنت في قمة السعاده إنو شخص ينسب كلماتي لي قامة مثل حميد .. وسكتت.
والثانية لقاء مع (أزهري محمد علي) في قناة والموضوع كانت ( آلاء صلاح) صاحبة الثوب الأبيض وهي بتقول في قصيدتي .. ولما المذيع سأله عن إحساسه عندما يرى الثوار يهتفون بقصائده ( وكان يقصد المقطع لآلاء صلاح .. رد أزهري رد مميع ولم ينفي أن المقطع لا يخصه ( كانت برضو منسوبة ليه .. وهو ما كان محتاج أبداً والله) فحزنت جداً .. وبرضو سكتت.

* البعض ينظر إلى الصراع حول نسبة القصيدة لشاعر آخر غيرك باعتباره صراعا بين كتلتين سياسييتين والبعض الآخر ينظر إليه باعتباره مجرد نزوة لتحقيق مجد زائف وغير حقيقي من قبل الشخص الآخر .. ما هو تحليلك الشخصي لما حدث ؟
والله ما عارف عن بقيه الناس يا أستاذ فتحي ..أنا بس بكره السرقة .. سرقة اي حاجة .. وسرقة القصيدة كانت عندي زيها و زي سرقة أموال البترول مثلاً او غيرها من فظائع الإنقاذ. لانو المبدأ واحد
قد يكون في من يسعى لمجد شخصي لكن أنا شخصياً في فترة كنت مؤمن بان الخروج على الحاكم لا يجوز (مطلقاً) فكتبت في الفيسبوك ده نفسه .. أولاً أثبتت نسبه القصيدة لي وبعدها تبرأت إلى الله من محتواها ( لأنها بتدعو للثورة) مع إنو القصيدة كانت في قمة مجدها وكان مجرد نسبتها إلى مجد كبير .. ينتزعني منه تبرؤي من محتواها انتزاعاً ومع ذلك لم أبحث عنه وإنما كتبت منشوري وأنا ملتزم جداً بما أؤمن و أعتقد حتى لو أدى إلى تهلكتي.
* هل تعتقد أن أهداف ثورة ديسمبر تحتاج فعلا لاستمرار الثورة لتحقيقها .. بمعنى استمرار المواكب والتظاهرات والتصعيد على الشارع … أم أن الأمر بات يحتاج فقط لضغوط “خفيفة” بين الحين والآخر … بمعنى .. هل يجب أن يحدث “استلام” جديد للسلطة بقوة دفع الشارع حتى يتم التخلص من بقايا النظام البائد التي لا زالت “عالقة” في سماء الثورة .. أم أن “الوثيقة” ستفضي إلى دولة ديمقراطية كاملة الدسم من تلقاء نفسها … حاول النظر للسؤال من وجهة النظر الثورة والعاطفية أكثر من وجهة النظر السياسية البحتة ؟
أنا باختصار أعتقد أن ثورة ديسمبر تمت سرقتها تماماً من قبل من هم موجودين في السلطة الآن .. جزء منهم هم نفس النظام السابق بس بي أوجه جديدة .. وجزء منهم جهات جاءت بإيدلوجيا محددة وهي تحاول أن تسقطها علينا قسراً و ظاهرين جداً في إهتماماتهم اللتي لا تمد للواقع و مشاكله بأي صلة و إنما هي إسقاطات لجهات كأنها تعيش في كوكب آخر لا تعلم ولا تهتم بنا وبمشاكلنا والأسباب التي من أجلها قامت ثورة.
الحاصل الآن هو الإنقاذ .. بل أسوأ .. وهو أدعى لقيام ثورة مما كان الوضع عليه في 2018 رضينا أم أبينا.

‫شاهد أيضًا‬

د. محمد صديق العربي : طريقة استشهاد النادر الوسيلة ينبغي أن يقف عندها كل شخص في قلبه ذرة انسانية

حوار فتحي البحيري : غير متفائل بالتشكيل الوزاري الجديد لهذا السبب! تمهيد الدكتور محمد صديق…