أكتوبر

ريم عثمان:

كتابات حرة
قارب شهر أكتوبر على نهايته بكل ما حمله من أحداث، أصعبها ما حدث في النيل الأزرق ولا يزال مستمراً، وهي أحداث تدمي الفؤاد ولا مبرر لها، لا معني لكل نتائج الصراعات مهما عظمت أمام هذي الفظائع التي يدفع أنسان النيل الأزرق ثمنها بكل هذه الوحشية، نسأل الله أن ينتهي الأمر ولا يتصاعد أكثر وأن يكون ذلك أخر هذه الفتن التى لا تشبهنا، وأن يسعي الجميع للدعم الايجابي بكل الوسائل المتاحة، وليرحم الله كل من طالته هذي الفتن ويحمي البقية.
وأكتوبر يظل وردياً بكل ما تحمله هذي الرسالة من نبل في الدعم المقدم لمرضي سرطان الثدي والتوعية العميقة بمخاطر أهمال هذا الأمر والتذكير بأهمية الفحص الدوري، فكلما أكتشف المرض مبكراً زادت أمكانية التعافي، الشكر لكل من يساهم في هذا الأمر والشفاء التام لكل المرضي.
لكن تظل ذكري ثورة أكتوبر المجيدة هي أعظم ما يميز هذا الشهر، هي حافز قوي كي لا نلين أو نخضع للظلم، لنا فيها كل العبر التي تزيد من ثقتنا بأنفسنا وتجعلنا ندرك أن الظلم والقهر سينتهي مهما طالت أمده وسيأتي فجر الخلاص لا محالة، وسنصليه حاضراً كما هو مقدر للشعوب الثائرة التي لا تتنازل عن حقها مهما دفعت ثمناً لذلك.
تظل معاناة المواطن البسيط في تصاعد ولا يظهر أي تأثير لمحاولات الحكومة للتخفيف عنه ومعالجة أوضاعه مما يجعلها تقبع في حالة الفشل التي لم تستطع تجاوزها، يجب علي كل فاشل أن يعترف بضعفه ويترك مقعده لغيره فربما يأتي بما لم يستطعه هو، ولكن التغيير لابد أن يشمل المنظومة بأكملها، والأهم أن ينتهي هذا الأنقلاب الذي لا هوية له، حتي منفذيه لم تظهر لهم أجندة محددة، هم يتركون المراكب تسير على هوى النهر ولا يكترثون إلا لسلامتهم ولحماية معتقداتهم الخاصة والتي من الممكن ألا تتعارض مع مصلحة المواطن لو أديرت الأمور بالحكمة المطلوبة وكانت النظرة أشمل وأعمق من الأهواء الفردية والمجتمعات الصغيرة.
الرحمة والمغفرة لشهداء الثورة وعاجل الشفاء لمصابي الثورة الذين تتزايد أعدادهم ويزيد ذلك من مقاومتهم بصورة أكثر ضراوة، ليحفظ الله شبابنا وكل ثوارنا الأحرار في هذا الأكتوبر وما يليه من أشهر، وليجعل الله فيه ختاماً للعهد الظالم وتكون لنا فيه أشراقة دولتنا المدنية، التي تقوم على العدل والمساواة وتساهم في تنمية موارد البلاد بما يحفظ لها مجدها ويساهم في راحة مواطنها.