‫الرئيسية‬ آخر الأخبار سيرة زول جميل من حلتنا (22)
آخر الأخبار - فبراير 20, 2023

سيرة زول جميل من حلتنا (22)

زهاوي الكنان:

إنسان جميل من حلتنا :
‏قال جلال الدين الرومي:
‏وماذا عن البشر؟
‏قال: هم صنفان؛
‏من أراد منهم هَجْرَكَ وَجَدَ في ثُقْب الباب مخرجاً،
ومن أراد وُدَّكَ ثَقَبَ في الصخرة مدخلا”.
كم من الصخور مازال هذا الشيخ الكهل مدواما على ثقبها في زياراته الراتبة دون تمييز لكل بيوت الحلة في صباح كل جمعة لا لشيء سوى إحياء سنة التوادد والتراحم .
لم أرى إنسانا قط تنفرج أسارير وجهه حين يلقاك ذات صدفة وتخرج كلمات الترحاب والبشاشة من فمه وكأنها معطونة في شهد إبتسامته العذبة وضحكته التي في ذاتها تمثل معراجا كاملا نحو مراقي الإلفة والمودة والكيفتمام يماثل عمنا محمودا .
تذكرته في هذا الصباح من يوم الجمعة المباركة وأنا بعيد في غربتي عن الأوطان وكأني أراه ينقر على بابنا وتارة يصفق بيده معلنا عن قدومه وطالبا للإستئذان (ناس البيت سلامو عليكن آآآآش الله) . ما أن يرد عليه من هو أقرب للباب حتى يدخل لتستقبله فرحة الصغار وهم يتقافزون ويتضاحكون مبتهجين بمقدمه الميمون وهو يلقاهم في قمة نشوته بوسامة إبتسامته وضحكاته الصادقة التي لا تعرف المراءة أو النفاق .
يدخل غرف كل البيوت كما النسمة ليطايب الكبار ويتفقدهم دون أن يضمر في خاطره إن صافحه بعضهم وهم رقود أو متكئين على مضاجعهم لدواعي تقدم العمر أو لسوء التقدير .
أمثال عمنا محمودا لا نملك إلا أن نحجز لهم في قلوبنا أجمل الغرف التي تطل على أنهار من المحبة والود الصافي .
إن كنت من وادي شعير وأردت ان تدرك معاني التوادد والتراحم والمحبة الخالص تتبع ما يصنعه عمنا محمودا صباح كل جمعة حتما ستدرك المعنى وتدرك قيمة فرضها الحاضر فينا الذي أضعناه بالتشاغل والتكاسل وبعض الفريات الإجتماعية والإدعاءات الكذوبة حتى أصابتنا الوحشة في مقتل وأصبحنا غرباء داخل بيوتنا وأوطاننا الصغيرة.
نسأل الله أن يحيي فينا سنة المحبة والتراحم وأن يكسونا بمسحة من فيض روح عمنا محمودا لتعمر نفوسنا الخربة وينصلح حالها بعد أن أعيتها وأرهقتها الشقة والتجافي .
نسأل الله لعم محمودا الصحة والعافية وأن يكتب الله له كل صنائعه الحميدة في ميزان أعماله.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …