السلع الغذائية تلتهم أموال السودانيين وترقب لحلول الحكومة الإنتقالية

الخرطوم: الشاهد

أمام متجر مشيد من الألواح المعدنية (الزنك) بالعاصمة السودانية الخرطوم، تقف سيدة تطلب من العامل تخفيض سعر “البصل والبقوليات” وذلك قبل ساعات من موعد الإفطار وهي الفترة التي تفضل خلالها السيدات شراء الخضروات والسلع الغذائية.

الخضروات والفاكهة والبقوليات والسلع الغذائية إحتياجات يومية يعجز الملايين من الحصول عليها بشكل ميسر في السودان، لاسيما في العامين الأخيرين بعد الإرتفاع الكبير في مستويات التضخم.

من إلى اللحوم إلى طحين القمح مروراً بغاز الطهي يلاحق إرتفاع الأسعار السودانيين بشكل يومي، حيث تعجز شبكات إجتماعية واهنة من الصمود أمام هذه التكلفة الباهظة لتجهيز مائدة الطعام في المنزل.

إرتفعت وجبات المطاعم هي الأخرى بشكل جنوني، واصبح يباع قدح من العدس مع قطعتي خبز بمطعم وسط العاصمة السودانية بقيمة 50 جنيهاً، اي مايعادل أقل من دولار في بلد لايزيد دخل الفرد عن دولار ونصف في اليوم.

تقول هذه السيدة “شراء حاجيات البقالة أصبح مقلقا لأن الأسعار تلتهم المال، وكل شئ اصبح سعره مرتفع عن 50 جنيها، ولم تعد هناك سلع ضرورية تباع بأقل من هذا السعر نحن متعبون من الركض وراء الأسعار”.

الحكومة السودانية أكدت إنها انشأت متاجر للبيع المخفض بالعاصمة، وزعتها على مختلف المناطق وذلك ضمن معالجات تخفيف أعباء المعيشة والأسعار، لكن بالنسبة للعديد من ربات المنازل تعتبر هذه المحلات غير ذات جدوى ولاتوفر جميع السلع على رداءتها.

ورغم تشكيل الحكومة الإنتقالية مطلع سبتمبر الماضي، لكنها طالبت بمنحها 6 أشهر لمعالجة التضخم وإنقاذ سعر صرف العملة الوطنية المتدهور والحصول على قروض دولية.

ويقترح الخبير الزراعي عمر كرار لـ (الشاهد) تدخل الحكومة في توفير السلع خاصة الخضروات والبقوليات للمواطنين بنقلها من مناطق الإنتاج مباشرة إلى الأسواق لكبح تدخل الوسطاء.

ويضيف ” عندما يصل المزارع مرحلة الإنتاج يحتاج إلى 3 أشياء مهمة هي العمالة والنقل ومواد التعبئة، وهذه جميعها ذات كلفة عالية للغاية، وبناءً عليها ترتفع أسعار السلع”.

ويتابع كرار “من المهم تسلم الحكومة لزمام الأمور في الأسواق بتنظيم تسويق الخضروات والحبوب ونقلها إلى الاسواق لإزاحة العبء من المزارع ومحاربة الوسطاء بهذا الإجراء المباشر”.

ويبين كرار أن الحكومة يمكنها ضمن الحلول بعيدة المدى مساعدة المزارعين على شراء شاحنات صغيرة لنقل الخضروات إلى الأسواق، وأشار إلى أن العالم يشجع هذا السياسات العامة بتطوير الزارعة كما يمكن مستقبلا تمليك المزارعين الجرارات الزراعية التشاركية.