هواء طلق : لن تنتهي معاناة السودانيين إلا بمحاكمة برهان وحميدتي و الآخرين

فتحي البحيري :

المأساة في هذه الحرب اللعينة وفيما حولها ان الذين يموتون من الجانبين ومن المواطنين العزل الابرياء ليسو هم المشكلة بالنسبة لنا كشعب ولو جاز لنا ان نفرح بموت أحد او مقتله (ولا أظنه يجوز … مهما كان لصا ومجرما وقاتلا ومبيرا ) فإن بضعة من أكابر مجرمي هذا الطرف وبضعة من أكابر مجرمي الطرف الآخر يكون فيها الخير والبركة والحسم والحل لنا ولهم ولهذا الوطن العزيز الذي ارهقوه دمارا وخرابا وقتلا وسرقة

لكن الأمور تسير للاسف الشديد نحو تكريم وتحفيز جديد للقاتلين الناهبين المجرمين الاقرنين الاملحين … إذ تسعى في حين كتابة هذه السطور (تحت أزيز القصف المتبادل داخل الخرطوم ) دول عديدة في الاقليم الى توفير فرصة لهما للتفاوض والحوار ومزيد من الفرص لمزيد من القتل والنهب والسرقة ومزيد من الافلات من المحاسبات والمساءلات والعقوبات الجنائية المستحقة ونحن كشعب سوداني لن نغفر على الإطلاق لأي جهة سعت وتسعى لافلات هذين المجرمين ومن معهما من العقاب .

يستطيع الشعب السوداني العظيم بثوراه وحكمائيه ومناضليه ومثقفيه الحقيقيين الصادقين النزيهين غير المرتشين ولا الفاسدين ولا المفسدين إنهاء هذه الحرب العبثية عنوة واقتدارا واقتياد برهان وحميدتي واكابر المجرمين الاخرين من اذانهما الى المحاكم والمشانق والزنازين طال الزمن او قصر … ومن أراد الاستثمار في مستقبل هذا البلد فعليه الانسياق مع هذا الاتجاه الذي سيكون هو الواقع عاجلا او آجلا … والكف فورا عن المضي في اي اتجاه مضاد آخر.

تهرع جهات كثيرة وأفراد إلى غوث المتضررين من الحرب نعجز عن مجازاتهم بالشكر والعرفان والامتنان ولكن الغوث الأكثر فاعلية وتأثيرا وخيرا ونفعا في تقديرنا المتواضع هو بذل جهود مضاعفة لمساعدة السودانيين على إيصال برهان حميدتي وبرهان واكابر المجرمين في الطرفين إلى المساءلة الجنائية سواء في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي إضافة للمطلوبين الآخرين أو في اي مكان آخر .. ان سعيا حثيثا في هذا الاتجاه بالذات من قبل الفاعلين المؤثرين محليا واقليميا وعالميا مطلوب الان وبشدة والحاح …لعل يكون في ذلك شفاء ابدي من شقاوات هؤلاء المجرمين الأغبياء ولا عودة ابدا لبرهان وحميدتي … لا احدهما ولا كلاهما …للحكم في السودان … والعبث من جديد بمقدرات أنبل شعوب هذه الأرض وأعظم ثوراتها.