لعناية مجلسنا السيادي.. هذا التسهيل المجرم للقتل… إلى أين ومتى؟
فتحي البحيري
الخبر الذي تداولته أمهات المصادر الإعلامية اللبنانية والعربية الأيام القليلة الماضية عن جريمة قتل مروعة في بلدة لبنانية، راحت ضحيتها أم على يد ابنتها التي أطلقت عليها تسع طلقات نارية فأردتها قتيلة. ليس بعيداً عن مشكلات مجتمعنا السوداني وإن بدا كذلك للوهلة الأولى.
الأم عمرها 36 عاما فقط والابنة القاتلة لم تتجاوز ال14.. يعني في عمر طلاب المدارس.. ومن الصعب النظر إلى هذه الطفلة خارج إطار أنها هي نفسها ضحية لانتشار ثقافة استسهال العنف وتسهيله التي يبدو أنها تمعن مزيدا مزيدا في انتظام الكوكب طولا وعرضا، جماعات وأفرادا .
صغر عمر القاتلة يسعفنا في تجريد التأمل في جرائم القتل المنهجي والجماعي الكثيرة التي ارتكبت وترتكب في بلادنا بذرائع سلطوية ودينية وعرقية مختلطة… فعلى الرغم من التأكيد الصارم والأبدي علي المسئولية الجنائية لمرتكبي هذه الجرائم؛ آمرين ومخططين ومنفذين، إلا أن حادثة البنت اللبنانية التي قتلت أمها تلفت أذهاننا إلى جوانب أخرى من المسألة، أهمها هذا الاستسهال المرعب للقتل الذي جعل حتى طفلة تقرر بهذه السهولة قتل آخر إنسان يمكن التفكير في قتله.
هذا الاستسهال مختبئ بكل تأكيد في تكريس قيم الحياة المادية والأنانية وهو ذات التكريس الذي حمل المشاركين في فض الاعتصام علي سبيل المثال لا الحصر طبعاً أن يضربوا بالزواجر الإنسانية عرض الحائط مقابل أغراض أنانية متوهمة تماماً كما فعلت الضحية التي قتلت أمها.
صحيح أن الأغراض الأنانية ممزوجة بعناية بأوهام أخرى ذات علاقة بالسلطة أو العرق أو الدين، إلا أنها كانت هي المحرك الأساسي في ظل وضع اقتصادي يضرب فيه الفقر المدقع أطنابه للدرجة التي صار معها السودانيون يسافرون إلى البلاد البعيدة طمعا في اكتساب المال الوفير هناك بالقتل وحده.. بعد أن ظلوا يكتسبونه فيما سبق بالإحياء والتطبيب والتعمير والتعليم… فتأمل وتأمل وتألم.
وبعد الاستسهال؛ توفير دوافع ومبررات ومسوغات القتل والعنف… يأتي التسهيل؛ توفير الأدوات والمعينات … ولك أن تندهش معي عزيزي القارئ في هذه السهولة التي وجدت بها تلك البنت الضحية مسدسا حربيا محشوا بالرصاص؛ 9 طلقات أو اكثر ، ومعمرا وجاهزا للاستخدام ، لتفرغه في الجسد الذي أنجبها… وأن تدهش أيضا لذات السهولة التي وجد بها مئات وآلاف المجرمين الضحايا الآلات التي نفذوا بها جريمة الإبادة التي توهم الذين أمروا بها وخططوها ونفذوها أنها ستوقف زحف الثورة السلمية الظافرة إلى أعشاشهم وجحورهم ومخابئهم… فما حصدوا إلا مزيدا من هذا الزحف.
إن ذلك التسهيل المجرم تقف وراءه تجاوزات ترك السلاح بيد مليشيات خارجة عن الجيش النظامي وعن عقيدته وانضباطه ومهامه ونظمه… وسيظل هذا التسهيل المجرم قائما… ما ظلت هذه التجاوزات قائمة.
النبأ الذي أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، أشار إلى العثور على سيدة لبنانية تدعى فاطمة الرفاعي (36 عاما) مقتولة في منزلها بحي الجدايل ببلدة القرقف شمال لبنان. وبحسب معلومات الوكالة، فقد تم العثور على مسدس حربي بجانبها بعد وقوع الجريمة.
لكن صحيفة النهار اللبنانية نقلت عن مصدر أمني قوله إنه تبين أن ابنة القتيلة البالغة 14 عاما هي التي ارتكبت الجريمة والسبب هو أن أمها التي قالت إنها تدعى فاطمة الرفاعي “كانت تعنفها دائما”. استغلت الابنة نوم أشقائها ووجود والدها خارج المنزل، وحملت مسدسا وتوجهت نحو والدتها لتصيبها بتسع طلقات نارية.
إن صحت هذه الرواية للواقعة فهي تحيلنا أيضا إلى أن الجاني الأكبر هنا هو هذا التسهيل المجرم للقتل بتوفير مسدس حربي في متناول طفلة مشحونة ضد أمها وعمرها 14 عاما…. حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …