(21 أكتوبر) أول تظاهرات سلمية بعد الثورة تحت حماية النائب العام
الخرطوم: الشاهد
خرج آلاف السودانيين اليوم إلى شوارع العاصمة السودانية في الذكرى الخامسة والخمسون، لثورة 21 أكتوبر 1964، وهي أول مسيرة سلمية منذ اندلاع ثورة ديسمبر، تسير تحت حماية النائب العام.
فقد أصدر النائب العام السوداني، الحبر تاج السر، توجيهات مشددة للشرطة بحماية مواكب 21 أكتوبر، واحترام حق التعبير في حدود القانون، بالإضافة إلى توجيه وكيل النيابة الأعلى باصطحاب عدد
من وكلاء النيابة ليكونوا مع قوات الشرطة في دائرة الاختصاص، وحماية مسارات المواكب وضمان عدم إطلاق الغاز أو استخدام العصي أو الرصاص.
وواجه السودانيون منذ انطلاق ثورتهم في ديسمبر الماضي، شتى أنواع التنكيل، من الرصاص الحي، الرصاص المطاطي، الغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات والاعتقالات.
تعددت الجهات الداعية لمواكب 21 أكتوبر، على اختلافاتها السياسية، حيث كانت تعتزم بعض الجهات المحسوبة على الإسلاميين، تسيير مواكب لمقر القيادة العامة، لكن الجيش أوصد هذا الباب مبكراً منذ ليلة البارحة، بعدما أعلن وقوفه على الحياد، قبل أن يغلق المداخل المؤدية إلى مقاره بوسط الخرطوم منذ الصباح الباكر.
وكانت قوى التغيير رفضت في وقت سابق، تسيير مواكب إلى مقار الجيش، معتبرة أن هذه الخطوة، من تهدف إلى تقويض العلاقة بينها والجيش، مشيرة إلى أنها محاولة للالتفاف من القوى المعادية للثورة.
وبحسب متابعة “الشاهد” فإن أول الداعين لتسيير مواكب في ذكرى ثورة 21 يونيو هو أحد النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ولكن مع دخول أحزاب بخلفيات إسلامية على خط المشاركة، محسوبة على النظام المعزول، ثار جدل حول جدوى الخروج في هذا اليوم.
ليعلن أحد متحدثي تجمع المهنيين عدم خروجهم في مواكب 21 أكتوبر متهماً النظام السابق بمحاولة تقويض الثورة، لكن التجمع عاد وأعلن تسييره لمواكب، وضع لها مسارات لا تقترب من مقر القيادة، حيث اعتصم السودانيون هنالك لنحو 3 أشهر.
قبلها كان الحزب الشيوعي دخل على خط المشاركة، ولكنه اختار مقر مجلس الوزراء لتسيير المواكب إليه للمطالبة بحل حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً في البلاد، ضمن مطالب أخرى.
وفي منطقة الحاج يوسف وصل الآلآف إلى ساحة رئيسية وهم يرددون هتافات ضد البشير فيما هتف آخرون بضرورة تسريع إجراءات العدالة .
ونقل أحد المتظاهرين لـ”الشاهد” مخاوف المحتجين من تأخر إنصاف عائلات ضحايا الاحتجاجات وبطء تحقيق العدالة ومغادرة رموز المؤتمر الوطني للبلاد دون اعتراض .
وفي الخرطوم تجمع الآلاف بأحياء جبرة والديوم وتوجهت المواكب إلى ساحة الحرية القريبة من مطار الخرطوم.
وأبلغ أحد المتظاهرين “الشاهد” التزام المواكب بالمسارات التي حددتها قوى التغيير منعا للعنف الذي قد يبدر من مجموعات موالية للنظام .
محيط السوق العربي شهد تظاهر المئات بعدما تجمعوا في تقاطع رئيسي وتوجهوا إلى محيط القصر الذي أغلقت شوارعه بالبوابات الحديدية عند تقاطع شارع القصر مع الجمهورية ونشرت تعزيزات شرطية .
وقال شهود عيان إن متظاهرين في محيط القصر الرئاسي سلموا مذكرة إلى ضابط شرطة تطالب بحل حزب المؤتمر الوطني، حيث تلا المذكرة نيابة عن المحتجين الناشط عبد الله جعفر مطالبا بحل المؤتمر الوطني قبل أن يدعو إلى طي الخلافات بين قوى الثورة حتى لا يمنحوا الفرصة لمن يتربصون بالثورة على حد قوله .
بينما تجمع الآلاف بمدينة أم درمان في ساحة ميدان الأهلية وهتفوا ضد رموز النظام البائد حيث شكل تحقيق العدالة مطلبا رئيسيا في احتجاجات اليوم التي نظمتها قوى التغيير منعا لاختلاط مجموعات مناوئة لها ونقلها إلى مقار الجيش.
وذكر عادل حسن 24 وهو متظاهر في ميدان الأهلية أن “الحضور في الموكب فاق التوقعات ما يعني أن الرغبة مستمرة في إحداث تغيير جذري “.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …