بعد مرور 5 أشهر على المجزرة : ماذا يتذكر الناس من الاعتصام ؟
متابعات الشاهد
عن أيام الاعتصام يقول الدكتور سليمان علي ” من المواقف التي رسخت في ذهني ايام اعتصام القيادة ركب معي في الطريق إلى الاعتصام 3 شباب ودار نقاش عن النظام وفساده وشاركنا السائق وعكس كثيرا من مظاهر الفساد التي عايشها وكان يتحدث بحماس كبير عن الثورة ويوصينا بالوحدة “والقيادة دي ما تمشوا منها والبلد دي لازم يحكموها شباب” من الآن فصاعداً وكان حديثا شيقاً وعندما وصلنا كبري بحري لنعبر الي ساحة الاعتصام رفض أخذ الأجرة وكان موقفا ثوريا وعاطفيا مؤثرا وبعد اصرارنا قبل وهو حزين وكأنه أراد ان يساهم بهذا المشوار لدعم الثورة وشكرناه ورفض الشباب أيضا ان ادفع وبعبارة حاسمة قالوا لي “يا عمك الموضوع منتهي” وعبرنا الكبري الي قلعة الثورة وساحتها المجيدة.
وأردف دكتور سليمان موجها ً حديثه إلى القيادات والمسئولين : أنتم في الواجهة ولكن لهذه الثورة جنود مجهولون بالملايين الثمن المستحق هو ان تحرسوا الاهداف التي ضحوا من أجلها واذا وصلتم الي نقطة تقاطع مع الدولة العميقة فان الثوار علي استعداد للتضحية مرة أخري لاكمال ثورتهم وتحقيق أهدافهم.
أما الاستاذ ميسرة عبدالرحمن استاذ الكيمياء بالمدارس الثانوية فينظر من زاوية أخرى : كانت ساحة الاعتصام مدينة فاضلة وسط زخم ثوري جارف اجتاح الوطن …..كان الوصول اليها يوم ٦ ابريل معركه حامية الوطيس صعبة جدا من الجهة الغربية وكان هذا مسارنا من استاد الخرطوم حتى شارع المك نمر …حينها واجهنا الكجر وبين كر وفر شربنا من البمبان شرب قوم ظمئوا من عهد عاد ولكننا وصلنا.
ويستمر استاذ ميسرة في سرد شريط الذكريات : ليلتها كان الادرنالين في شرايننا مرتفعا … لم نشعر بالالام الا في اليوم التالي وصمدنا رغم القتل والغدر والخيانه …..ونبعت جمهورية أعالي النفق مثل جزيرة في محيط ثوري ….وتجمعات ثوار المدن مدن فاضلة شيدناها في دواخلنا ….كان سودان المستقبل المتسامح ….المدني ….اذكر اول شعوري عند نجاحنا في الدخول الى ساحة الاعتصام …تذكرت التايه وسليم وبشير وطلاب معسكر العيلفون وشهداء القوات المسلحه في حركة رمضان وشهداء بورتسودان وكجبار وجبال النوبه ودارفور امتلأت دواخلي باحساس خليط من الفرح والحسره ….ثلاثون عاما وانا انتظر هذه اللحظه حسرتي على ضياع ثلاثون عاما من اعمارنا ونحن تحت نير هؤلاء السفلة …كانت ساحة الاعتصام وشوارعه ..ساحات داخليه وحوار داخلي ….في نفسي …ثم ماذا بعد
سلمى أديب تحدثت عن ذكريات مؤثرة قبل التاسع من أبريل؛ في الثلاثة أيام الأولى للاعتصام وكتبت ما يلي : اقسم بالله العظيم افضل يومين في حياتي عشتهم وانا في الاعتصام ، اقسم بالله اول مره في حياتي احس اني كانسان وكسوداني انو عندي قيمه وهدف
الحمد لله شاركت في التغيير وبعدين بكل فخر ح اقول لاولادي اني شاركت في صناعه التغيير في بلدنا وبعتبر نفسي اني من الجنود الخفيين جدا والمميزين جدا الشاركو بفعاليه كبيره جدا في انقاذ المئات من المتظاهرين “عن التيم الطبي اتحدث”
اقسم بالله لمن ترجع البيت وتسترجع ذكريات الاعتصام وتتذكر انك انقذت روح بشر دي ما حاجه ساهله انا لو حكيت سنه عن اليومين القضيتهم في الاعتصام ما بقدر اوصف لكن خلوني اديكم بعض المشاهد البطوليه الشفتها بعيني
المشهد الاول:مشهد الجموع الغفيره جدا والكبيره لدرجه مرهبه جدا وهم بهتفو بصوت واحد للحريه السلام ونبذ العنصريه
المشهد التاني:مشهد الفدائيين البكونو ماسكين بعض ومتقدمين نحو الكجر المدججين بالسلاح ،يااخ ديل بحسسوك انهم جايين عشان يموتو بس
ولا زال الكلام لسلمي ….
المشهد الثالث: مشهد الطفلين “واعني حرفيا طفلين”القلعو عربات الكجر رجاله وحمره عين وساقوها ، يااخ متخيلين دفار الشغب الكبير يكون جاري في الزلط يقوم واحد من الثوار الشباب جاري عليهو ويدخل بالشباك يمين السواق ويقلع منو الدفار ويجي راجع بيهو خلف لغايه ما يدخلو ساحه الثوار ليتحول لمكب قمامه للمعتصمين
المشهد الرابع:مشهد الناس الابطال البجيبوهم لينا العياده الميدانيه بين الحياه والموت من التعب والارهاق والجوع وانخفاض السكر والضغط والاصابات والكسور ، الناس دي يا جماعه كانو مجرد ما الواحد يصحي ويفتح عيونو بقول ليك خلوني اقوم اهتف مع اخواني ، اقسم بالله في ناس بتعالجو بالغصب ، ياااخ الناس بجونا بانخفاض سكر وضغط مع توفر الاكل والشراب لكن بكونو نسو الوجبات
المشهد الخامس :مشهد التعاون والتلاحم بين الناس ، ودي حاجه ممكن تلاحظها من اول لحظه في الاعتصام، يااخ شوف عيني قاروره المويه في عز النهار بتلف لميه نفر وبتجيك راجعه تاني لانو اي زول بعاين للزول الاشد عطشا منو والاكبر منو
المشهد السادس:مشهد الخوف في عيون الكجر والامنجيه، اقسم بالله شوف عيني بدقو فيهم الضباط حقنهم بالسوط عشان يتقدمو علي المتظاهرين ، يااخ الناس دي كانت منهاره جدا من جوه وما قادرين يواجهو المتظاهرين الكانو بكبرو وبهللو في وشهم وخصوصا في آخر هجوم للكجر ليله 8 ابريل … من المناظر الشفتها دي والملايين المعتصمه دي بحلف ليكم انها سقطت ودي فرفره مزبوح ساااي
هكذا تحدثت سلمى ومن قبلها ميسرة وسليمان عن الاعتصام وأيامه .. والشهادات والافادات في رؤوس المشاركين والمشاركات وفي “حلوقهم” وأفئدتهم وصفحاتهم الالكترونية في فيسبوك وتويتر وغيرها أكبر وأكثر بكثير من أن يحصيها محص ٍ أو يحصرها حاصر … وتبقى الإشارة مطلع كل شهر … وفي الثالث منه على وجه التحديد .. ميثاقا وموعدا ولن ينسى السودانيون أياما مضت … لن ينسوا ذكراها
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …