أكثر من (70) قتيل وجريح في أحداث الجنينة وفرار مئات المواطنين إلى تشاد
الخرطوم – الشاهد
تصاعدت وتيرة الأحداث التي تشهدها ولاية غرب دارفور حاليا بشكل مخيف وينذر بكارثة إنسانية، ودفعت المعارك الدائرة في مدينة الجنينة مئات السكان الى عبور الحدود السودانية التشادية بحثاً عن أمان، في وقت لم يستطع فيه الناجون من رفع ودفن عشرات الجثث في معسكر “كريندئنق” بالجنينة، وقال شاهد عيان تحدث لـ”الشاهد” أن جثث بعض قتلى المخيم – لا يعرف عددها- ولا تزال في العراء ولا يستطيع أحد الاقتراب من المكان، وأضاف المصدر قائلا “نحن في انتظار قوات حكومية تفعل ذلك منذ الامس دون جدوى”.
وكشفت مصادر واسعة الإطلاع تحديتث لـ “الشاهد” عن عدد القتلى من الطرفين، وقالت أن عدد القتلى من جانب قبيلة المساليت أكثر من “30” قتيلا والجرحى أكثر من “14” في حصيلة غير نهائية، بينما بلغ عدد القتلى من جانب القبائل العربية أكثر من “11” قتيل وأكثر من “15” جريح حتى صباح اليوم ، وأكدت ذات المصادر أن المئات من سكان المناطق المجاورة للجنية وقرى العودة الطوعية فروا الى داخل الاراضي التشادية المجاورة خوفاً على حياتهم، فيما فر الآلاف الى داخل مدينة “الجنينة”.
وأكدت مصادر متطابقة تحدثت لـ”الشاهد” سماع أصوات رصاص متفرق صباح اليوم “الثلاثاء” في نواحي عديدة من مدينة الجنينة وأطرافها.
وتسببت الأحداث في تعليق محادثات السلام الجارية في مدينة جوبا بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، إلى حين معالجة الأوضاع والتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المواطنين وتقديم الجناة الى المحاكمة، فيما تنظر المدينة وصول وفد من مجلسي السيادة والوزراء للوقوف على الاحوال الامنية.
ورشحت أنباء غير مؤكدة تحدثت عن اشتراك قوات من الدعم السريع الى جانب القبائل العربية في الصراع المسلح المندلع منذ مساء “الاحد” ضد قبيلة المساليت، فيما أكدت جهات أخرى تمرد تمركز للشرطة وسط المدينة وإنحيازه لقبيلة المساليت.
وفي سياق متصل بالأحداث حث رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، الجميع في غرب دارفور، على وقف الإقتتال وتفويت فرصة التربص على من سماهم “صُناع سياسة الفتن وفرق تسد” وقال مناوي في تغريدة على (تويتر): “بكل اسف يضاف عدد آخر في قائمة الضحايا الأبرياء في المعسكرات ومدينة الجنينة غرب دارفور.. نعزي ذويهم وأحث الجميع على وقف الإقتتال وتفويت فرصة التربص على صُناع سياسة الفتن وفرق تسد” وأضاف: “هذه الفرصة نادرة للعمل معاً بعيداً عن القبلية من أجل الحصول على التغيير الذي يبشر لتوزيع الفرص”.
وفي ذات المنحى قال الدكتور الهادي ادريس رئيس الجبهة الثورية السودانية، إن تعليق التفاوض حول مسار دارفور يأتى لاتاحة الفرصة لمتابعة معالجة موضوع الاحداث بالجنينة بغرب دارفور، وأضاف الهادي في تصريح صحفي بمقر التفاوض بجوبا اليوم أن الأوضاع تشهد هدوء نسبياً وان الحكومة تبذل جهودا لمعالجة الموقف وان الأوضاع ستكون تحت السيطرة اليوم.
وترحم على أرواح الشهداء وتمنى أن يعود الأمن والاستقرار لغرب دارفور، وجدد حرص الجبهة الثورية على التوصل لسلام شامل وعادل وقال إن عام ٢٠٢٠م سيكون عاما للسلام وإنهاء الحرب والمضي في تقوية مؤسسات الحكم الانتقالي لعبور البلاد لمرحلة التحول الديمقراطي.
وفي ذات الإتجاه دعت الجبهة الثورية إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، لمعرفة المتورطين في الأحداث التي وقعت بمدينة الجنينة في غرب دارفور، وتقديمهم للعدالة، وأعلنت الجبهة الثورية، أنها قد تذهب إلى تعليق التفاوض في كل المسارات إذا لم تقم الحكومة الإنتقالية بتحمل مسؤوليتها بحماية المدنيين وتوفير الأمن للمواطنين.
وأدانت الجبهة في بيان صادر عنها يحمل توقيع الناطق الرسمي أسامة سعيد اليوم “الأربعاء” بأغلظ العبارات الانتهاكات الجسيمة للمدنيين التي وقعت بالجنينة، وترحمت على أرواح الشهداء وأعلنت تعليق المفاوضات في “مسار دارفور” إلى حين التقدم بخطوات عملية لحماية المدنيين وتقديم الجناة للعدالة، ودعت إلي تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمعرفة المتورطين في الأحداث وتقديمهم للعدالة.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …