زيارة حميدتي لمصر تثير جدلاً واسعاً

تقرير–الشاهد
سواء من حيث التوقيت أو الأهداف المعلنة أو غير المعلنة… أو من حيث مصادمة زيارة حميدتي لجمهورية مصر العربية للقرارات الحكومية القاضية بعدم سفر السودانيين إلى مصر بما في ذلك الوفود الحكومية وبخضوع المواطنين الذين يودون العودة للسودان من مصر إلى إجراءات حجر صحي.. فقد أثارت هذه الزيارة ما يكفي من الغضب… وما يكفي من الجدل.. وما يكفي من التساؤلات
الناشط السياسي مالك الجاك كتب على صفحته بفيس بوك مطالبا بضرورة خضوع حميدتي للمحاسبة والعقوبة نتيجة استهانته بقرارات وإجراءات حكومية وقال إن الفيروس لا يفرق بين ثائر أو عضو مجلس سيادي. وبالتالي فإن السفر الى الأماكن الموبوءة عدم مسؤولية تستوجب المحاسبة الفورية
الدكتور أمين حاكم يتساءل كيف لراس الدولة ان يفعل هذا ويكسر البروتوكول الصحي حيث ان ابرز ماجاء في الموتمر الصحفي لوزير الصحة هو منع الوفود الرسمية والخاصة للدول الموبوءة وقال إنه يجب علي السلطات منعه والوفد المرافق له من الدخول للسودان ووضعهم في الحجر الصحي لمدة اسبوعين عند عودتهم فحميدتي ليس بأي حال من الأحوال أفضل من عمربن الخطاب رضي الله عنه وهل يعقل ان يمنع الخليفة عمر بن الخطاب نفسه من دخول القدس عندما كان بها الطاعون ويسمح لحميدتي ووفده بالسفر الي مصر ودخولهم للسودان بعد عودتهم؟
الضفة الأخرى من الحقيقة تقف عليها حسابات سياسية معقدة فهل سيكون في وسع المسؤولين الانتقاليين التوفيق بين تجنيب مكونات السلطة الحالية من الدخول في مواجهات واسعة ومفتوحة فيما بينها وبين الاحتفاظ بوجهها مشرقا ومنسجما مع قيم الثورة وأهدافها ومبادئ شهدائها وطبيعة الدولة المدنية الديمقراطية البحتة
لا شك أن زيارة حميدتي لمصر الموبوءة قد جعلت توفيقا مثل هذا شبه مستحيل على حكومة لا ينقصها الارتباك الان ولكن من قال ان ثورة السودانيين تعرف المستحيل… ناهيك عن شبه المستحيل