تجمع المهنيين السودانيين ينعي الإمام الصادق

الخرطوم – الشاهد :

نعى تجمع المهنيين السودانيين الإمام الصادق المهدي ، و فيما يلي نص النعي :

رحيل الإمام السيد الصادق المهدي.
كلٌّ من عليها فان..

نعى الناعي في الساعات الأولى من فجر اليوم رحيل الإمام السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام كيان الأنصار، رئيس وزراء الديمقراطية الثالثة، والذي جاد بأنفاسه الأخيرة في مدينة أبو ظبي التي نٌقل إليها مستشفيا من داء الكوفيد 19 الوبيل.

بدأت مشاركة السيد الصادق المهدي في العمل السياسي منذ الديمقراطية الأولى أواخر خمسينات القرن الماضي في إطار الحملة الانتخابية لحزب الأمة لانتخابات فبراير 1958، وامتد إسهامه في خضم العمل السياسي المعارض لنظام إبراهيم عبود قبل أن يتولى رئاسة حزب الأمة القومي في فترة ما بعد ثورة أكتوبر، متنقلًا بين رئاسة الوزراء في التجربتين الديمقراطيتين الثانية والثالثة ومعارضًا في الحقب الدكتاتورية للنميري والإنقاذ، يحمد للإمام موقفه الثابت ورفضه تولي أي منصب عام دون انتخاب رغم الفرص التي جاءته تسعى فتمسك بمبدأه رافضًا كل إغراء، وأنه غادر دنيانا طاهر اليد وعفيف اللسان.

إن تجربة سياسية بهذا الامتداد والتشعّب ما كان لها أن تسلم من المواقف المثيرة للجدل والانتقاد، لكن يحفظ التاريخ للإمام الراحل مأثرة سعة صدره وتساميه رغم حدة ما يُكال له ولمواقفه، بل وخروجه في أحيان كثيرة عن أدب الخصام، معبرًا عن موقف ديمقراطي صميم سيخلده له التاريخ بمداد الاحترام.

كان الراحل قائدًا ملهما في كل الظروف، قادرًا على تحريك ساكن المواقف ومنشغلا دون انقطاع بالهم العام، في وطنه وعلى مستوى العالم، مثابرًا على إعلان مواقفه على الدوام مشفوعة بمنهجه في الحكمة والموعظة الحسنة، وقد عُرف إلى جانب ذلك بجهده البحثي والفكري المتعمق الذي ترك لنا عشرات الكتب والمقالات في تجديد الفكر الإسلامي وموائمته للمتغيرات، كما في المسائل الوطنية الكبرى وغيرها من الاهتمامات المتعددة للراحل الإمام.

بفقده تنهد ركيزة في البناء الوطني يحتاجها وطننا أيما احتياج في هذا الظرف الاستثنائي والهام، نسأل الله أن يسبغ عليه وافر رحمته وأن يكرم مثواه مع الشهداء والصديقين، وأن يمن بالعزاء والصبر الجميل على أحبابه وأنصاره وجماهير حزب الأمة القومي في كل مكان، وأن يلهمهم البناء على إرثه وسيرته لمواصلة الإسهام الوطني المستحق لحزب الأمة وكيان الأنصار، وإنا لله وأنا إليه راجعون..

إعلام التجمع
26 نوفمبر 2020