مسارات تغيير جديدة

د. خالد عثمان طه :

هي ثورة الشباب لأنهم المكون والمحرك الحقيقي لها وهم قياداتها ويجب أن يكونوا كما يجب أن نكون طوع أمرهم وأمرثورتهم يضعوننا حيث شاؤوا إن شاؤوا وذلك بعد أن نغتسل في نهر فكر ومنطق الثورة الجديد فنتخلص من درن خزعبلات وأوهام تفكيرنا القديمة المتراكمة من قبل استقلالنا
فمن هؤلاء الشباب وما الذي يجمعهم ويجعل ثورتهم مستمرة ومنتصرة؟
١يجمعهم أنهم يقبلون الآخر بكل اختلافاته عنهم ويحترمونه،
فبعضهم تقدميون وبعضهم محافظون ومنهم مؤمنون و غير مؤمنين وبعضهم سياسيون وبعضهم غير سياسيين ،لكنهم وجدوا طريق الخروج من ضيق انتماءاتنا القديمة المقيتة -(عرقية ،حزبية،دينية)- التي لا تقبل إلا نفسها ،فخرجوا من ضيقنا الى رحابة الاحتفاء والترحيب بالآخر بكامل اختلافه فأبدعوا ثورتهم ووحدتهم بطعوم وألوان عددا.
٢يجمعهم أيضاً أنهم لا ينتمون إلى المؤسسات القديمة بل هم ضد هذه الطبقة السياسية ويرفضونها جملة وتفصيلا يميناً ويسارا لأنها فاسدةوتسيطر عليها شهوة السلطة،
فهم غاضبون وقلقون من الانهيار والفساد الشامل ويجب أن يحولوا غضبهم الى برنامج إيجابي التغيير الشامل.
٣يجمععم ايضأ أنهم ينبذون العنف ويدعون الى السلمية والتي هي جوهر المبادئ الأخلاقية التي تجمعهم ة
وتتمثل في (الحق في الحرية والعدالة والسلام الحق في التعليم والصحة والحق في امتلاك الفرص الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحق امتلاك القدرة على الاستفادة من هذه الفرص.
هذه المبادئ الأخلاقية تتجاوز وتتعالى على الا صطفاف الحزبي والطائفي وتجعلنا نصف هذه الثورة بأنها ثورة أخلاقية.
٤ويجمعهم أيضا انهم تجاوزوا وأسقطوا اخطر الثنائيات ثنائية(اسلامي,علماني) عبر إيمانهم المطلق بفكرة وقضيةالمواطنةوإسقاطهم تماما فكرة أقلية دينية أو عرقية أو ثقافية
وأن حقوق الأقليات ليست منحة بل هي حق أصيل وأن حق المواطنة مضمون و لا يمكن مصادرته لانتماء ديني أوعرقي ويجب أن يكون هذا واضحا وضوحا بينا ليتم نسف وإزالة ثنائية (أغلبية/ أقلية) فإذا كان المواطن الأضعف محميا بهذا الوعي الواضح والقاطع فإنه يكون محميا بنفس الوضوح والقطع في الدستور لان قضايا الهوية والمواطنة لا تحسم أبدا بقانون الأغلبية وهذا يعني حماية المواطنين جميعاً .
٥يجمعهم أيضاً أنهم هم الناس العاديون نزعوا عنهم الخوف وأدركوا قوة تجمعاتهم وأنهم الاكثر أهمية من الساسة ولهذا نظموا أنفسهم وسيزدادوا تنظيما في هذا المجال العام والذي أصبحوا يحتلونه الآن