
الملحمة … !!!
الطيب عبد الماجد :
يوميات علوب
سحابة من الحزن تخيم على أجواء حلتنا في هذا الصباح فقد ضربت ( الكورونا ) اللعينة في العمق هذه المرة واختارت ( الفضل ود الياس ) زينة شيوخ الحله وأحد رموزها …!!!
ولمن لايعرف ( الفضل ) فهو إحدى بركات هذه المكان
الفضل الهادي الرصين ….!! الورع الامين …!! الضاحك البشوش
الوش مطروح ….!! والجبين منور ….والمحيا صبوح
لقيت ولدو ( عباس ) وقد بدأت عليه علامات الانزعاج والتوتر واضحة ….وقف كدا من بعيد وأنا ماشي عليهو ….!!
قال لي ما تقرب منى يا علوب أنا شاكي الوالد دا جاهو المرض دا وأنا مافارقتو …..!!!
قلتا ليههو ( الكورونا ) قال لي أيوا ….!!
عندو حمى شديدة وبرد ..الليل دا كلو صاحي ما نام
دقيقة ….لا بشم لا بضوق …وتعبان مابي الأكل …..
اخدو ليهو عينة وهسا منتظرين النتيجة في واحد زميل ناس ( سمية ) اختي دي قرا معاها مختبرات جا والله مشكور أخد العينة ….!! ومنتظرين النتيجة
المهم زي الساعة تمنيه ونص كدا رن الهاتف
مع عباس وصوت من على الجهة الأخرى عبر الهاتف
طلع الصادق زميل ناس سميه دا
وبعد السلام قال ليهو
معليش ياعباس ياخ النتيجة بوزيتف positive
للأسف ربنا يشفيهو إن شاءالله ويعافيه
لكن الموجه التانيه من كورونا دي ضعيفة بإذن الله يقوم بالسلامة وما بتجيهو عوجه ….!!
( في ناس غير الكلمة الطيبة ما بعرفو حاجه زي الود دا
مجرد كلمة تبعث الطمأنينة والأمل …!!
هذا ادب وحسن سلوك )
وكان حال عباس كمن عاش على أمل ضعيف وانقطع ……!!
وكانت واحده من أكثر النتائج التي سببت لي إرباكاً أكثر بكثير من كل نتائجه الدراسية التي مر بها ….!!
وبدا القلق يتسرب إلى نفسه والهواجس تطاله والظنون
والأفكار القاتمة تدور في رأسه وتمور فالشيطان في مثل هذه الأحوال يمارس طلعاته الجويه بكثافة مستغلاً الفراغ …!!
أنا اتصلت بي واحد صاحبي شغال في الوزارة شرحتا ليهو الحاصل
قال لي خلاص حأشوف ليكم ( الإسعاف ) بس اديني زمن شويه القصة دي صعبه شديد
( هو شنو الساهل في البلد دي ياربي .. )
فعلا جات الإسعاف بعد زمن طويل والحاج تعبان شديد ومافي زول في الحلة عندو خبر
المهم عباس رفع الحاج براهو والله ….يتكل فيهو داير يشيلو من الواطا دي شيل …ما قادر يمشي مسكين ملفوف بالشال وباين عليه التعب ونحن لاحول لنا ولاقوة واقفين بعيد ..ودا اليوم المفروض نكون فيهو قراب ….!! الله غالب
وأمو حاجه ( ريا ) تجاهد للركوب معهم وبناتها ( ماسكاتنها ) خشية العدوي ….
وهي تتألم رافعة يدها وسط البنات تشابي ملوحة بيمينها وبصوت عال مبحوح ….
ودعتك لي الله يا الفضل ….!! ودعناك الله والرسول
ياسيد التقيلة …!!! تجينا طيب وسالم …..!!
ودعناك لي الخلقك لا يديك لايبضع فيك ….!!!
وقفنا ليك الصالحين وتبارك ويس يالفضل يا ود حليمة ( وكانت المرة الأولي التي أعرف فيها إسم أمه )
وواصلت تداعيها النبيل ….
تجينا سالم وغانم يا حبيب القسى لا تشوف كربة لاتضوق غربه ….!!
واخدت ليها نطه كدا اكبر من عمرها بكثير ورفعت يدينا
( الإتنين المره دي والحاج استقر داخل الإسعاف
التي بدأت تتحرك
( لقد إرتقت ( ريا )
وكأني ارى يديها تلامس السماء
( أظنه الوصول ) ….!!
قالت ليهو لا تفوت لا تموت يالفضل ….
ودعتك الله والرسول ودعناك لي أمين الوداعة ….ودعناك الله …..!!!
وتوارت الاسعاف عن الأنظار …
وبكت الكبيرة
ارتفع صوتها عاليًا …..( حزين لكن راكز ) ……( موجع لكنه صدوق ) في تداع نبيل وزفرات حرى ….!!
الله حى
وكأنها تودعه الوداع الأخير …
شالت التراب من تحت خطوتو صرتو في توبا شان يجي راجع …
( الأمل ولو ب ( ذرة تراب )
ولم تقو على الوقوف ( تكلنها ) بناتا للبيت تغالبهن الدموع ….!!وسمية منهارة
ترافقه دعواتنا جميعًا وقد ودعناهم من على مسافة ….
ماهذا الاختبار القاسي الذي يدخلنا فيه هذا الفيروس اللعين والذي يفرض قوانينه الموجعة ليضربنا في أعز ما ما نملك وهو الوقفة والرفقة في يوم زي دا ….
أتأمله احيانا وأحسه كأنه يفكر …وأنه جاء ليضرب الناس
ويعمق من تباعدها من بعضها البعض ( هي ناقصة ) وواحدة من طرق وقايته المعلنه على نطاق عريض هي ( التباعد الاجتماعي ) وكأنه تنقصنا تحرير مثل هذه الشهادة المكتوبه وموثقة لتعمق الجراح وتزيد الجفوة ….وقد كنا نشتكي كثيراً منها قبل ظهوره المحزن …..!!!
لن يرحمنا منه إلا الله وحده القهار …..!!
المهم أنا متواصل مع ( عباس ) بالتلفون قال لي مشينا المستشفى الأولي قالو أصلا ما بنستقبل حالات ( كورونا ) عديل كدا ما عندهم ليها استعدادات
والتانيه قالت الوضع يختلف في حال وجود المرض …!!
المهم بعد صعوبه ومجهودات لقو له سوير فى العنايه الوسيطة
وإدارة المستشفي تطلب نصف مليار ومئتين الف مقدم ….!!!
من ابن لهم بهذا المبلغ الان …..!!!لطفك يا الله
الفضل دا بناتو ( ماجدة ) الكبيره دي شغاله معلمة …!!
و ( إعتماد ) متزوجه في السعودية …..!!
( فاطمة ) موظفة في الضرايب و ( سمية ) دي خريجة مختبرات لسا ما اشتغلت ..
وياهو ( عباس ) دا شغال في واحده من شركات الغلال دي
وأمهم حاجة ( ريا ) زينة نساء الحله مره فاضلة كدا
وفي حالا ……..!!!
( إعتماد) في الطريق إلى الخرطوم من الرياض
فعندما يتحسس ( الوالد ) تتجرد ( البنت ) من كل قيد وشرط وتحلق في سماء من كانت به مفتونة وأول رجل في حياتها وكل فتاة بأبيها معجبه …..!!!
ياهن البنات البنات الجنينات
( عباس ) قال لي ناس المستشفي قالوا لحدي الصباح
لو ما جبتو القروش ما بنقدر نرقدو ليكم ….!!
مرات بفكر اقول إنتو ناس المستشفي ديل لي بعملو كدا
الناس ديل ما سودانيين ولا شنو …!؟؟
بعد شويه أقول ما عندها علاقه ….دي شغل وبزنس والتزامات ورواتب وموظفين ماعندها علاقة
تاني أرجع اقول …لا ياخ
حريقة في أي حاجه وفي البزنس ذاتو …….!!
الإنسانية والسودانية مقدمة على أي حاجه …
تاني أقول لكن في كم حاله زي دي حيكفو منو ولا منو …..!!
في النهايه قلت لو في مليون حالة في النهايه نحن سودانيين ياخ حاجتنا كدا وطبعنا كدا ودا المفروض يحصل مهما كان
هي الدنيا دي نحن البنمشيها ولا هي البتمشينا
ومشي امرك يا قدر …
اها انا لحقتا ( عباس ) وقابلت الناس ديل وعباس حريص أن يكون بعيد من الجميع باعتبارو مخالط عن قرب وقد خضع للفحص أنا البنفاهم معاهم
انحزت تماما لفكرتي وحريقة في أي حاجة
ياخ القروش بتجي الروح البجيبا شنو ….!!!!!؟؟
أول حاجه ( المحاسب ) دا ولا رفع راسو عبرنا وعاين لينا ….!!
قال جبتو القروش ولا تستلمو زولكم دا …!!
ماهذا بحق السماء ….!!؟؟؟
ليه كدا ياخ …!!! ليه بتتصرف كدا …..
( زولكم )
دا ما ممكن يكون ابوك …
عباس لاحول له ولا قوة ….وأنا من أين لي بهذه الملايين …..!!
وأتذكر ( الفضل ) وأنفاسه اللاهثه ….!!
الرجل في حاجه الي العناية اللازمة ولا فضياعة مؤكد
منعول أبو القروش البتساوي حياة زول …..!!
في اللحظه دي وأنا احاول التفاوض مع هذا
( الحاسوب ) …لأنو دا ما ( محاسب ) دا شخص من غير إحساس ….!!!
في اللحظة دي جات داخله بتو ( ماجدة )
معاها كم غويشة وكم سلسل دهب كدا للمحاسب دا
قالت لي خليهم معاك لحدي ما ما نجيب القروش
رد علينا بكل برود قال هو ما صايغ هو داير قروش
لماذا يارجل تتحمل وزر بهذا القبح ونيابة عن من
وباسم من تتحدث يارعاك الله ..؟؟ ولأجل من .!!!؟
دفعولك كم عشان تقلبا ( غم )
تمالكت نفسي بقوة وأنا أكاد ان اقفز عليه وأعلمه الأدب
فعلاً مرات تتساءل ….!!
نوع الناس ديل منو …!!؟؟؟. وبجو من وين …!!!؟؟
لكن في ذات التوقيت تنزل السماء مدرارا
زول ساكت كدا واقف جنبنا ويتابع هذا الحوار
طلع دفتر ( شيكاتو ) بكل هدوء قال للمحاسب
دايرين كم إنتو للراجل دا …..!!
قال ليهم متين الف
يمين شختا زي الهزار أداهو الشيك
وقال لينا نحن نتفاهم بعدين هسا سلامة الحاج
هي الأهم
السودان الجد جد ظهر ……وما بنحبك من فراغ
والله انا لما هزيت في نص المستشفي قلتا ليهو
أبشر بالخير …
في ناس جنبنا كدا هزو معانا برضو ….
( الزول دا رجع لينا أي حاجه) ……!!!
بلد …!!
لاعرفنا نضحك لا عرفنا نبكي لا عرفنا نعتذر فمن يشرب من هذا النيل يجيد الجريان
و كأن القدر يصب علينا ماءاً بارد ……!!!
انظروا كيف يرسل الله جنوده …..
تفاءلت أن عين الله ترعانا ….
شكرنا الراجل حتى خجلت عبارات الشكر
وعباس من بعيد قال ليهو ما حننسى ليك الموقف دا طول عمرنا والله وقروشك تصلك كاملة ان شاءالله
والرجل يحاول ان يقلل من فعله والعطاء لكنه كان كبيراً
خلص إجراءاتو مع المحاسب بطاقة وتوقيعات كدا
والجاب ( المحاسب ) جاب هذا الجميل ( الصاحب ) وفوقنا جميعاً الخالق الواهب ….
الله الله الله ….وياهو دا السودان
و ( الفضل ) وحده في الداخل يصارع المرض لكنه ليس وحيداً معه خالق الأرض والسماء …..!!!
أوا هناك أكبر. ….!!
( ماجدة ) واخواتها تبدو عليهن علامات الإعياء
الشديد وكلهن من الواضح انهم لم ينمن ليلتين …
( إنه الأب ) …..!!!
( إعتماد ) جات من الرياض ….وكل ما تملكة من ذهب وفلوس تحت تصرف الأسرة وقدم ( الفضل )
الذي علم وربى وأحسن التأديب ….!!
( ماجدة ) كبيرة البيت تبدو فعلا كبيره في تماسكها ورباطة جأشها تواجه هذا الإمتحان الصعب بجلد وصبر كبيرين وتواسي أخواتها في صمود …
لافه سبحتا في يدها وتدعو الخالق اللطف والتخفيف
امهم ( ريا ) أخذت منها عينه هي الأخرى وفي انتظار
نتيجه فحصها وبين الأب المصاب وانتظار النتيجه لوالدتهم كانت الدنيا تعرض على هذه الأسرة اكثر امتحاناتها قسوه وألم …!!
لكنه اللطيف الخبير
نتيجتها negative رغم إنها كانت بتأكل زوجها في خشمو إلى هنا يتوقف الفيروس عن العمل والحيلة
انه تقدير اللطيف الجبار …يقدر لمن يشاء …!!
والفضل بالداخل يصارع المرض وليس معه سوي الله ونعم الوكيل …..!!
وعباس ثبتت إصابته لذلك بقي بعيدا وحالته مستقره جدا
والبنات يفترشن المشفي في انتظاره رحمك السماء
صباح الخميس حالة الرجل تسوء اكثر ونسبة الأكسجين تنقص في الدم ….!!
صاحب زوج( اعتماد ) دا دكتور محترم كدا اسمو
( الريح ) أستاذ في كلية الطب بدرس في كم جامعة هنا
جا بي نفسو لمزيد من الاهتمام
وأولاد الحلة الدكاتره في الخارج ديل يتواصلون يومياً
للوقوف على الحالة وأهل الفضل هذا هو ديدنهم
والكل مشفق وقلق …..والحلة كلها ترفع يديها للسماء
الحاج ما ساهل ياخ …تاريخ في الحلة
( الفضل ) تحت التنفس الاصطناعي بالكامل في العناية المكثفة ….!!
( انتهي عمل الارض وتبقى عمل السماء )
والدقائق تمر طويلة موحشة ….!!
ولا حول ولا قوه الا بالله لم تبق سوى الدعوات …..!!
بدأت استرجع شريط ( الفضل ) في الحلة وهو في الطريق الي الجامع بملفحته الخضراء ولحيته البيضاء المرتبة ومحياهو الجميل ….!!
( الفضل ) دا كان عندو عادات حلوة خلاص
وعظيمة …..!!
كان يلاطف حتى الصغار البلعبو كورة في الميدان القدام الجامع رغم انزعاج بعض المصلين من ذلك …!!
تذكرت له مشهد مره ماشي علي صلاة العصر جا شاقي الميدان دا والأولاد وقفو الكورة تقديرًا واحترام
وإذا به يعرج يمينًا وشات ليك الكورة برفق طبعاً
وسط صيحات كل من في الميدان وفرحتهم
قربو يشيلوه ….وتعالت الأصوات
( عم فضل يالعاب ) واحدين بي هناك
( التمرين الجاي معانا ….)
والشفع الصغار شديد ديل ميتين بالضحك
اللهم فرحنا بشفائه بقدر ما ادخل الفرحه في قلوبهم بالله ….
واذكر في صلاة الجمعة في نسوان كدا بجن قدام الجامع
يطلبن المساعدة والإحسان وكان بعض المصلين
يبدون انزعاجهم لذلك بل وان بعضهم يرفعون صوتهم احتجاجًا وبعض العاملين فيها ( راسخين ) في العلم ديل يستنكرون وجودهن كنساء
لا عايزين برحمو ولا رحمتو تنزل …..
الدين دا ياهو الرحمة دي بس والخلق الحسن لو في زيادة كلمونا …..!!
أوا ليس ( الدين المعاملة ) ….!!! هل من مزيد …!! خلاص يعني بقت عليهن ….!!
وما أدراكم بظروفهن …!!!!؟ ابحثوا في ذلك فهو أفيد لهن ولكم دعكم من هذي القشور …..!!
وبين هؤلاء النسوة اسمع احداهن تناديه باسمه
يا ( الفضل حبابك ) …..!!
وأخري تناديه باسمه من هناك
( أنا الرضية يا الحاج )
إنهن يعرفن جيدا المطرة صابه وين وفضلها من أين يأتي
تراهن ( مبلمات ) لاتكاد تري من وجهوههن شيئ ولاتظهر لهن ملامح ….!!
والفضل على الموعد يمر ويدس في ثوبهن الممدود ماتيسر ويمضي ….!!!!
صدقتك تلحقك ياحاج ….!!
أخذتني هذه المشاهد للحظات وعدت لأتابع الحالة خاصة انني مع البنات ملازم فعباس غائب للإصابة
حيث لاجديد والحاج تخت العنايه المكثفة ….!!
عباس تحول الي negative وجا المستشفي ونشعر بهموم الدنيا كلها في راسه وسميه في حالة نحيب دايم إن بعد العسر يسر ….!!!
نستمد حالة ( الحاج ) من ملامح دكتور ( الريح ) عندما يخرج من المستشفي ويحمل له الأطباء تقديرًا خاصًا ولا ينادونه إلا ب ( مستر )
وان كان الدكاتره ديل مرات مابتعرف ليهم أول من آخر في حتة التعبير دي …..!!! واقعيين لما شديد مرات
لكن الحمد لله قال مافي جديد ومافي تطور
لا سلبي ولا ايجابي ….( البركة في الاستقرار دا ) …..!!
اليوم اكثر من اسبوع على مرض الحاج ونحن بالخارج معاهم نتابع وكل أصحابنا ديل …..!!
ود الحاجه يمشي ويجي بحب ( الفضل ) دا شديد ….
اليوم صباح السبت والسبت أخدر جانا دكتور الريح واساريره منفرجه بعض الشي قال في زيادة غير متوقعة في الأكسجين ودون أسباب واضحة …!!
قال لو استمر الوضع دا ممكن الامور تمشي علي احسن
حاجه ( ريا ) تردد امييين ….وسميه انفجرت باكيه وهي تردد يارب
تأزمت حالة ( سمية ) من فرط حزنها جابو ليها حاجه ريا شخصياً …..!!
جاتا قالت ليها لا اله الا الله يا سمية بتي
ابوك زول عديله وحقتو عديله كان قعد كان فات ….!!!
( زيدي اليقين عبي )
واستطردت الملهمة …
لا زول مايله ولا بتغرو الزايله …
دحين يا بتي ما تزيدي العليهو ..ودي قسمة رب العالمين ….والقداميه مي معروفه …وتكلنا على الخلقو وخلقنا …ندعي ربنا يرفعو …والبشرى للصابرين
ما هذا الألق إيتها الكبيرة
فنزلت هذه الكلمات كما الغيث على سمية
الاقرب لأبيها وهي الأصغر …..فهدأت من روعها ومنحتها سكينة وبعض ثبات ….!!
( عندما تاتي الحراره من الكبانيه نفسها )
إلا أن ( حاجه ريا ) بكل هذه الثبات والعلو اهتزت
لما جا دكتور ( الريح ) هذه المرة
قال في تحسن ملحوظ بس لسه الأمور ما واضحة
ونحن شلنا منو اجهزة التنفس الاصطناعي والحمد لله بتنفس براهو … والأمور مستقرة بس ما نهائية
بتتوقف على الساعات الجايه ود ساعات حاسمة
حتى انو أتكلم بسيط كدا وسأل من البنات ….
لكنه نقل وسالة خاصة من الحاج
قال ليهم …قال قولو لي ( ريا ) أعفي لي
فمجرد ان سمعتها( بركت الكبيرة في الواطة دي )
ولم تقو علي الإحتمال … !!
يا الله …..
إنها المودة والرحمة وعشرة الأيام
ونصف قرن من الرفقة والجمال
ولهج لسانها بالعفو والعافيه رافعة يديها للسماء
عافيه ليك دنيا وآخرة يا ( الفضل ود الياس )
عافيه ليك يا حبيب قساي بالعمرك ما غلتا معاي…
يازين الرجال وشيال التقال ….!!
عافيه ليك في القبل الأربعة …..!!
يشيل من عميري ويديك …
ياسيد الرجال ويا طيب الخصال ….عافيه ليك دنيا واخره …يقومك لينا ومن فضلو يدينا ….عافيه ليك
لله والرسول ….العفو لله والرسول ….!!
وبدات العبرات تسد حلقها ….
هنا بكي العباس ……!!!
والذي كان متماسكا طوال هذه الفترة ….
لكن رحمة السماء أكبر
جاهم دكتور ( الريح ) في صبيحة اليوم التالي يحمل البشرى والخبر السعيد
الحاج استعاد معظم وظائفه الحيويه والأكسجين عاد
يلامس منتصف التسعينات وهي نسبة مطمئنة
وهذا يعني خروجه من العنايه المكثفة.والوسيطة …..قالها دكتور الريح بالحرف الواحد …..
الحاج دا ربنا رفعوا بس من فوق ….!!
وما أعظم القرار والقدر عندما ياتي من فوق
وهل هناك من يرفع سوى الملك
وتتعدد الأسباب
الله الله وكأن سحابة من المطر هطلت وابتلت العروق
خرت حاجه ( ريا ) ساجده شكراً وحمد …
الحمد لله صدقاتك جاتك يا حاج الفضل ….ودعوات الناس والمحبين والفضل يلحق بزويه …
وبدت البنات كأرض ضربها المطر فاهتزت وربت
واخرجت من كل زوج بهيج ..
لتبكي في هذه اللحظات ( ماجدة ) الماجدة حبًا وسلامة وما أغلي دموع الحرائر
بشرانا الفضل قام ……..حلتنا كلها تنفست الصعداء
أنا غابتو فرحتا فرح…..
فغياب رحل مثل ( الفضل ) يعني غياب أمة وغياب عقل وغياب معنى وتواري قيمة ورمز ….!!
الحمد لله ولا نقدر على حمده …..!!
( عباس ) زاد عمره في الأيام الماضيه ضعفيه ….
وإحساس اليتم يقرع الأبواب
الحمد لله حمداً طيباً مباركاً …….!!
الكرامة يوم الجمعة يا أخوانا ….حيوزعوها في الجامع
بعيداً عن التجمعات التي فرضتها كورونا
اللهو اجمعنا من جديد وارفع هذا البلاء واشفي كل مريض
الأولاد في تمرين الكورة وزعو الحلاوة و تقاسموا التمرين والضحكات على شرف السلامة
سلامات باحاج …منور ياخ …
وما تشوف شر …..!!!
وياحلة تنوري
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












