هواء طلق … فاقد ثوري كان مؤثرا !!

فتحي البحيري :

مهما دافع المدافعون وهاجم المهاجمون فانهم لن ينقصوا ولن يضيفوا من حقيقة ان النخبة التي وجدت نفسها متحكمة في مقاليد السلطة بعد ثورة ديسمبر قد غرقت في ذات مستنقع الفشل القديم وانها لم تستطع او لم ترد ان تكون لسانا ومرآة لعامة المواطنين ولاشواق الثوار ومطلوباتهم … سواء من حيث الخطاب … او من حيث النتائج الفعلية على ارض الواقع .

لا زال الشباب الذين يلجأون بين الفينة والاخرى الى اغلاق الشوارع وتتريسها تعبيرا عن حضور الثورة واهدافها وشهدائها في قلوبهم وغياب ذات الثورة وذات اهدافها وشهدائها عن خطاب الحكومة وعن ادائها يعتقدون ان بهم حاجة ماسة للثورة وقدرة طاغية على تكرار بسالاتها وتضحياتها وفتوحاتها … ولا زال المواطن البسيط في الريف والمدن يحس بان الحكومة والتجار وحاقدين غامضين اخرين يتحالفون ضده ويحاربونه حربا ضروسا لا هوادة فيها ويلتمس النصر عليهم جميعا في هذه الحرب الضروس في كل الاتجاهات الممكنة وغير الممكنة … ولا زال عمر حسن احمد البشير برقصته الفاجرة يطأ الجماجم والرقاب والبطون الخاوية … فالى اين تمضي بهؤلاء مدارج الفشل اللانهائي الذريع ؟

التحليل الذي ينتهي الى ان المكون العسكري والنظام القديم هي التي ترسم ملامح هذا الفشل الظاهري يجب الا يقف متفرجا على قوى سياسية ومدنية مؤثرة لا ترى في هذا المكون خصما وعدوا وهدفا للتغيير والاسقاط .. ولابد ان يصل منطقا وبداهة الى ان هذه القوى نفسها هي هدف للاسقاط والتغيير طالما تمسكت بهذه الشراكة الضارة بالوطن والمواطن والثورة

القوى الثورية المتمسكة بحقنا المشروع في تصفية كاملة غير منقوصة لكل النظام الانقاذي البائد وفي محاكمات حقيقية وعادلة لكل من شارك في قتل اي ثائر ومواطن وكل من افسد واثرى وكل من مارس اي انتهاك طيلة 32 سنة مضت … هي قوى غير قابلة للتدجين ولا للالغاء مهما تسرب منها فاقد ثوري كان مؤثرا