عمرة حمدوك والزيارة
الرفاعي عبد العاطي حجر
ذات لقاء مع د. منصور خالد، أجراه احمد البلال الطيب ومسيرة التشوهات في تاريخنا كثيرة، احد دلالات اعوجاجنا أن احمد البلال الطيب يعد من منتجي الوعي، إذ هو صحافي ورئيس تحرير ويملك صحف ومذيع تلفزيوني، لا ادري لماذا لم يوجه له حتى تاريخه عريضة اتهام بما كدس من ثروة ومصدرها، فالرجل تحت دائرة ما يجعله عرضة للمساءلة، المهم استضاف الدكتور منصور خالد عليه من الله الرضوان والمغفرة، وسأله هل زرت السعودية؟ وأردف هل أديت العمرة وزرت مدينة المصطفى، ولعمري ما عرفت رجلا عالما بأمور دينه ومتبتلا في محبة آل البيت مثلما هو دكتور منصور خالد والله علاّم اليوم، المهم كانت إجابة منصور خالد بكل هدوء وماذا يستفاد المشاهد من الإجابة وما الذي يفيده الشعب السوداني إذا اعتمر منصور أو لم يعتمر؟
تلك مزايدة رخيصة، وفي معرض الذكر، اذكر إجابة لطيفة للزعيم والسياسي اللطيف محمد ابراهيم نقد، عندما سأله بايكر حنين وهذا أيضا لا ادري لماذا لم يخضع للمساءلة القانونية فقد كان ذا دور في مراحل تطور إفساد الحياة السياسية في مرحلة من مراحل الإنقاذ؟ قال حنين لنقد هل تصلِ، فكان رده الآن؟ لا، واذكر واحد من اطرف وانبل واذكى السياسيين السودانيين، صاحب الرحيل اللغز والغير لكل قواعد اللعبة السودانية عقب موته غدرا الزعيم جون قرنق دي مابيور، إذ قال الدولة لا تدخل النار ولا الجنة بلغة طريفة ولطيفة وغنية بالثراء ضاربا مثلا جميلاً ، فالدولة لا تحتاج لفقيه ديني، الدولة تحتاج رجل دولة يعرف ماذا تحتاج بلاده لتتطور وتمضي دورة إنتاجها وكيفية الوصول للإكتفاء ومن ثم التحول للرفاهية، الدولة لا تحتاج مسلم أو مسيحي أو بوذي أو ملحد في قيادتها، تحتاج لمتخصص ولديه من المعرفة والعلوم والتخصص لقيادة دفة المنظومة الحكومية لترتيب دولاب الدولة وفق أسس منهجية ونظم، لا تتأثر إلا بمقدار ما يضيف تحول نوعي في الرفاه للشعوب، الدولة لن تدخل الجنة أو النار والدولة لم تدخلك الجنة أو النار.
في مشهد لا يليق بالثورة ولا الثوار شاهدت ضجيج وزخم اسفيري عن أداء حمدوك ومن معه لمناسك العمرة وزيارة مدينة الرسول محمد صل الله عليه وسلم، هذا شأن بروتوكولي خاص لا يعنينا ما يعنينا في زيارة حمدوك ما حققه من مكاسب لبلادنا وشعبنا ودعم جهود البناء، ما يهمنا في حمدوك هو نتائجه وتأثيره على قيمة الجنيه السوداني، ما يهمنا هو ارتفاع صادرات البلاد، وأحكام النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما يهمنا هو التحول المدني وقل يد العسكر، ما يهمنا قطع دابر العملاء في حكومته، ما يهمنا ضبط صادر الذهب ومنع تهريبه، ما يهمنا الاستعداد للإنتقال المدني الكامل، وتهيئة المناخ المناسب للاستثمار الذي يعود بالخير على بلادنا ويصل أفقر رقعة ويدعم أفقر مواطن وتحويله المواطن من مستهلك لمنتج، ما يهمنا أن كان حمدوك مسلما أو بوذيا أو ارثوذكسيا؟ ماذا يفيدنا إن كان حمدوك يصلي أو يعبد حجر؟ زمن الضلال قد ولى والذين تلاعبوا بمشاعرنا الدينية وحولوا الصلاة إلى مظهر وقد جعلها الله صلة واتصال، لم يوجد من يصلي مثلهم، فماذا افادتنا صلواتهم؟ كانت تنقل الصلوات عبر التلفزيون، والإمام له عداد تتأخر لحضوره الصلاة عن ميقاتها ونذكر أن أحد الأئمة في سودان نفاق الترابي _ البشير، كان يحقق دخلا ماديا مليونيا في زمان كان مدهش الدخل المليوني ومن كثيف شهرته، وقف احد الذين هم الآن بالسجن يتراقص طربا لصوت الإمام، ماذا افدنا من صلواتهم؟ لم يتدهور الاقتصاد والأخلاق وترتفع عدد الجرائم نوعا وكما إلا في عهد أصحاب اللحى والايادي المتوضئة، اغتصاب الأطفال وجرائم ضد الإنسانية ونهب موارد، فليكن لنا في أمام مسجد جنوب الخرطوم أسوة ومثلا سيئا نتجنبه، هو المدعو عبدالحي يوسف!!! ألا يكفي دليل فتياه سيده الذي منحه الملايين من الدولارات حتى قال له اقتل ثلث الشعب وجوز له قتل النصف؟ هل نريد رجلا يصلِ مثل عبدالحي ليحكمنا؟
عندما ننادي بأن الدين مهم في الحياة، نعني ذلك، وهو الدين الذي يهذب الإنسان ويرتقي به، ويرفع من دوره في الحياة كمواطن صالح، منتج وفاعل َذا قيمة للبشرية، لا يسرق لا يفسد لا يقبل رشوة ولا يعمل لمصالحه بل للعامة دون تمييز حزبي أو عرقي أو ديني أو خلافه، لا يهمني اي دين يعتنق حمدوك أو رئيسي القادم، لكن يعنيني أن يكون مؤهل في تخصصه ويقدم برنامج ويعمل به.
فلنخرج من ذهنية الكيزان تلك وانكتب عن كل تجاربنا معهم، فنحن شعب يصلح أن يكون وسيلة إيضاح لكل العالم ما إن ابرزنا سوء ممارسة اخوان الشيطان تجاه بلد ثرى وغني بموارده وأخلاق أهله حولوه تجار الدين والمصلون إلى بلد فاشل وانعدمت كل ميزات انسانه الطيبة التي كانت والآن نعود لبناء ما جرفه حكمهم فينا.
دين حمدوك لحمدوك.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …