‫الرئيسية‬ آخر الأخبار فيما يتعلق بزيارتي د. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء للسعودية و من ثم مصر
آخر الأخبار - رأي - مارس 12, 2021

فيما يتعلق بزيارتي د. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء للسعودية و من ثم مصر

عمر عبد الله (كِته) :

إذا جاز لي أن ادلي بدلوي في جب شهد اليومين الماضيين الكثير جداً من دلاء السيارة الذين قذفوا بدلائهم فيه ،طمعاً في ارتواء من ظمأ معنوي او بحب المكايدة او بخلق زحام سياسي تضيع بين جنباته الكثير من التفاصيل التي قد تفيد و يلتهي الناس بقشور لا طائل منها، مثل هل أدى حمدوك العمرة و هل رفع يده اليمني ملوحاً بعلامة النصر و هو في المشاعر المقدسة و ما إلى ذلك، و قد دُمغ سابقاً بأنه يساري ملحد، بل ذهب المشتطون إلى إخراجه من ملة الإسلام و نسوا النص الصحيح “أن الإيمان ما وقر في القلب و صدقه العمل” و في نص اخر “أن الدين المعاملة” و “أن رحم الله أمر سمحاً اذا باع سمحاً اذا اشتري سمحاً اذا قضى سمحاً اذا اقتضي” و ما إلى ذلك من النصوص الصحاح، حدث كل هذا العراك و الشد و الجذب بين من يناصرون الثورة و بالتالي رمز حكومتها المدنية و بين أنصار النظام المدحور ، و الذين لا يتركون شاردة و لا واردة و لا بين ذلك إلى جروا الناس الي ما لا ينفع حتى في تسجية الفراغ، و مع الأسف حاول الكثيرون من أنصار الثورة و هم بالضرورة كثر حاولوا إثبات ان حمدوك مؤمن كامل الإيمان و دليلنا انه ها هو ذا يؤدي شعيرة العمرة و بأحسن ما يكون، بل الادهي في هذه الملهاة هو الجدل هل يجوز أن يؤدي العمرة و هو في زيارة عمل مدفوعة الاجر و الترحيل من حر مال عرق الشعب الفقير.
تلك كانت نماذج لمسلسل طل براسه هذه الأيام و قد يستمر، و لكن أرى انه كان من الادعي ان ينشغل الناس بما خرجت به الزيارتان من مكاسب او عكس ذلك بما تجلبه من مسالب إلى لبلدنا الحبيبة، خصوصاً أنهما تاتيان لدولتين من ضمن محور في راي الكثيرين يمثل مصدر خطر بالنسبة لثورة السودان الباسلة، و قد كانت الزيارات لتلك الدول محتكرة للمكونات العسكرية في الحكم، و نعلم ما صنع الحداد بين الثوار و تلك المكونات ، و عدم الثقة في اي تحرك تتحركه تلك المكونات ، و الجدل الكثيفة الذي لا زال يدور حول نواي ذلك المحور. و من وجهة نظري المتواضعة جداً كان الاحري و الاجدي ان يدور النقاش و خاصة بين الثوار و داعمي الثورة هل لتلك الزيارات ارتباط بتماهي المدنيين مع العسكر و بالتالي مع أجندة ذلك المحور، و هل هو إكمال لسناريو الهبوط الناعم ، ام هل هو إبراز لقوة كامنة لدى المكونات المدنية و اظهار قدرتها على خلق علاقات دولية توفر التعامل بالندية و وفق مصالح السودان العليا ، و ان الحكومة المدنية لا تنقصها القوة و لا التخطيط الاستراتيجي و لا الشجاعة في خلق علاقات دولية، ربما تؤدي مستقبلاً إلى تحجيم دور المكونات العسكرية،خصوصاً ان جانب العلاقات الدولية و الاتفاقيات في كل المجالات هو شأن يخص حكومة الثورة المدنية ،و التي تحظى بدعم الثوار ،رغم الهنات الكثيرة إلى شابت أدائها و الضعف و التردد البائنين.
خلاصة القول هو مجموعة اسئلة جوهرية تنتظر الإجابات الشافية و هي : هل نشهد في المستقبل القريب تغيير جذري في أداء الحكومة نحو الأفضل، و هل ستتواري المكونات العسكرية و يخفت بريقها و ترضى بالأمر الواقع، و السؤال الأكثر أهمية هل تنظر المحاور باشكالها المختلفة للحكومة المدنية كطرف قوي يمكن التعامل معه، خاصة إذا نظرنا و قارنا التعامل المحترم و الجاد من قبل الطرف الأوروبي و تلك القوة العظمى التي تقع بين المحيطين الاطلنطي و الهادي و ما تمثله من أمر و ناهي في كثير من تقاطعات السياسة الدولية، أم ان تلك المحاور – المحاور الاقليمية القريبة – تحاول أن تهدي الملعب السياسي السوداني في الوقت الراهن خدمة لأهداف مستترة ، ام انها تحاول أن تتعامل وفق مقتضي الاحوال، ام انها تلقت أوامر من ذلك المارد الغربي بتغيير سياساتها تجاه السودان لتقريب هذا الطرف المدني و لفظ الطرف الآخر و ما يحمله من ثقيل تاريخ و حاضر مرفوض لدى الكثيرين داخل و خارج السودان، و كل هذه الاحتمالات و غيرها تحمل نفس الفرص في الحدوث..
تلك كانت أسئلة واجبة الإجابة و غيرها الكثير من الاسئلة التي يمكن أن تطرح و يمكن النقاش حولها، بدلاً من تضيع الوقت الثمين في طرح أسئلة لا طائل منها و إدارة جدل سطحي.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …