لم يقرأوا طبقات ود ضيف الله!
سامي صلاح :
قرأت وسمعت ورأيت نقدا متهافتا، ضعيفا، ومتحاملا، فقير المحتوى والمضمون والعبارة، صادر عن أناس عديمي الخيال والفكر والموهبة، والأهم أنهم عديمي المعرفة بالسودان جاهلين بجغرافيته وجمالها وتنوعها ومصدر ثرائها! أشخاص جاهلين بكل شئ، لم يروا السودان على الطبيعة ولم يفكروا فيه للحظة كوطن مختلف يستحق الصراع حوله من أجل أن نؤسس لهذا الوطن ليكون أعظم أوطان العالم، لم يعلموا أننا دفعنا ثمن هذا التأسيس من ارواح ودماء ومعتقلات ومداهمات واغتيالات واختطافات وبيوت أشباح تمت فيها أسوا الرذائل التي لم تخطر بقلب بشر، مثل أن يتم دق مسمار في نصف رأسك أو يتم استهدافك بقناص يضع الطلقة في منتصف جبينك. هؤلاء لم يعوا ولم يقدروا قيمة الحرية في أن تخرج للشارع دون أن يدق قلب أمك أو أختك أو حبيبتك خوف ان تكون هذا المرة الأخيرة التي تراك فيها، فهي تعلم مدى سوء كلاب الإنقاذ وما يمكن أن يفعلوه بك، فقط لأنك قلت لا، نعم دفعنا ثمن هذه اللحظة من راحة وطمأنينة أمهاتنا من أجل أن نصل لهذه اللحظة.
لم يروا رجالا شامخين مثل التاكا ولم يدركوا نساءا معطاءات مثل النيل، منحوا حياتهم لهذا الوطن فسقاهم الإخوان المسلمين من صنوف الإذلال والإفقار لدرجة تصل إلى العوز ولكنهم لم ينكسروا ولم يلينوا ولم ينهزموا ولم يتملقوا سلطانا أو صاحب جاه من أجل هذه اللحظة.
وتأتي أنت بكل الجهل وغباوة الدنيا والاستهتار وانعدام المسئولية وأنت تعتقد أنك تخدم عملية الثورة والتغيير!
هؤلاء البؤساء لو سألتهم عن أجمل مدينة في السودان لانحشر كلهم في زاوية جغرافيته ومنطقته والمدى البصري الذي اتيح له أن يراه، دون أن ينفتح على السودان بكل تنوعه وجماله واختلاف بشره وطبيعاتهم! بل ولو سألتهم عن أجمل ثلاثة مدن في السودان فلن يتجاوز خياله الجغرافيا التي رآها، مع أن أي محاولة لإدراك واقعنا وأصلنا وطبيعتنا وهويتنا وجوهر حضارتنا، لا تستهلك كل هذا العناء لادراكها، فهي واضحة كما الشمس، ولكن حكم علينا أن نظل في القاع هكذا حتى ندرك طبيعتنا ومن نحن.
هؤلاء البؤساء لم يقرأوا طبقات ود ضيف الله ولا كتب الأحاجي السودانية، الذين لم تدق قلوبهم لفاطمة السمحة أو يروا حسن والشجرة، لم يسمعوا جون قرنق ولم يقرأوا لمحمد عبدالحي ولم يسمعوا بإسم فيليب عباس غبوش، ولم يطربوا لأغاني البقارة أو يروا جمال بادية البطانة، لم يشوفوا نيرتيتي ولا الجنينة ولا الدمازين ولا دنقلا، لم تدق قلوبهم لسماحة البنات السودانيات في كل حتة باختلاف أزيائهن وطباعهن وثقافاتهن. لم يمروا بأي تجربة على ظهر هذا الكوكب سوى امتلاك وسيلة للتواصل الاجتماعي على جهاز هاتف كل ما ازداد ذكائه ازداد غباء البشر.
ويجي بكل بجاحة الدنيا وقوة عينها ويقول لا بكل هذه البساطة، مصادرا حقك في الاختلاف والحق في التعبير عن هذا الاختلاف، يجيء بكل بؤس الدنيا وسوء نواياها وتنمرها ليقول لك لا مصادرا وجودك واعتبارك وانسانيتك وحقك في أن تكون مختلفا.
#رسالة_موجهة
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …