
مروي ومراجعات عبد الرحيم آل دقلو
بشرى احمد علي :
كل الذين خرجوا ضد نظام البشير وماتوا امام المتاريس ، وكل الأسر السودانية التي تعرضت بيوتها للغارات والتحطيم في عهد البشير ، وكل الذين هتفوا بحناجرهم القوية :
يا العنصري المغرور ..
كل البلد دارفور ..
لم يكن أحد يتوقع أن تكون النهاية مثل البداية ، ليرحل البشير فيترك على عرشه طاغية عنصري يستخدم قبيلته في محاربة الآخرين ، ولم يكن أحد يتوقع أن مدينة مروي ، تلك المدينة التي تمثل قيم التسامح وألهمت الشعراء وأهل الفن ، لا أحد كان يتصور انها مدينة تدخل من ضمن السيناريوهات المرعبة ، لا توجد بوابة لمدينة مروي ولا يوجد مفتاح بيد شيخ القبيلة أو العشيرة ، فكل من دخل مروي فهو آمن ، لكن هذا الترحاب لم يشفع للمدينة عند قادة الجنجويد ، فأصبحت في خيال أحلامهم هي هدف ثمين ، ودنيا جديدة ينتظرها الغزو والخراب ..
عندما هدد الجنرال عبد الرحيم آل دقلو تحدث بنبرة تلقائية وعبر عن ما يجيش ،حقيقةً ، في صدره ، فالمناسبة كانت حماسية وهي خروج موسى هلال من السجن وتوحيد بندقية الجنجويد ، كما أن قادة الحركات المسلحة اصبحوا في جيبه …إذاً ما الذي يمنعه من غزو مروي أو غيرها من مدن السودان ، فالرجل أصبح أشبه بالأسكندر الأكبر والذي مات هماً لأنه لم تتبقى في الدنيا أرض ليغزوها .
لكن ردة الفعل كانت قوية ، لم يكن الرد بقوة السلاح أو نزغ القبيلة ، بل هب شعراء وأدباء مروي للدفاع عن مدينتهم من جموح آل دقلو وطموحاتهم المسمومة بأنهم فوق الجميع ، أو بأنهم يشكلون نموذج الجنس (الآري ) المستوحى من النازية في المانيا ..
وبعد أن أن ايقن آل دقلو بخطورة ردة الفعل بدأت التراجعات ، ذهب المغامرون الخمسة ، حميدتي وعبد الرحيم ، جبريل ، مناوي ، الطاهر حجر ، ذهبوا لجمهور الدكتور مجذوب الخليفة في طيبة الخواض ، ليغزو بعدها الاعلام بأن أهل الشمالية قد قبلوا الصفح والاعتذار ، وبأن وافقوا على يضربوهم في الخد الأيسر كدلالة للتسامح كما قال سيدنا المسيح ..
وقدم آل دقلو اعتذارهم لليوم الثاني على التوالي ، فوصف عبد الرحيم دقلو مدينة مروي بانها مدينة تمثل التاريخ وبأنه لم يكن يقصدها بالغزو ..
ولا أعتقد أن هذه السقطة سوف تذهب بدون أن تترك اثراً كبيراً في نفوس أهل مروي ، في ليلة احتفال الجنجويد بخروج مؤسسهم الفعلي يهددون قرية آمنة مطمئنة ويتوعدونها بالويل والثبور ، وأهل مروي سوف يردون :
اعتذارك ما بفيدك
دموعك ما بتعيدك
العملتو كان بايدك
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












