هيلك كان دابى كلو أربطى فى صلبك
شاكر سليمان حسين .. أبوبلسم :
لا يختلف إثنان أن الأرض خلقت لتعميرها بالبشرية وعبادة خالقها ، فجاء التبليغ عبر سيد البشرية ( محمد صلى الله عليه وسلم ) لإرساء دعائم التعمير بأسس متينة وقوية ضد مهددات الإنهيار التى كانت سائدة بمعطيات عصية على التغيير ، حيث المبشر بالتبليغ لم يجد فى الجزيرة العربية ومحيطها ، دين واحد ، ولا قبيلة واحدة ، ولا عرق أو ثقافة واحدة ، ولا لون واحد أو لغة واحدة .. بل كل المكونات لسلالة الأبناء الثلاثة لاب البشرية الثانى نوح عليه السلام منتشرين بتباينات مختلفة فى كل شئ ، ولأنه جاء بدين متطور فكريا وعقائديا ، إستطاع أن يستوعب ثقافة الآخر ويحترمه ويعترف بحقوقه بأريحية جاذبة ، أذابت ترسبات موانع التعايش ، فجرم العنصرية والقبلية والجهوية والفئوية والمناطقية بمختلف ألوانها وأشكالها واصفا إياها بالنتنة والمؤذية ، فهى طاعون الشعوب ومرضه المدمر القاتل .. دواءه التسامح الفريد الذي أفضي إلى تعايش مذهل مزج الدماء فى تصاهر غير مألوف جعل من الإسلام الأكثر إنتشارا كالنار فى الهشيم . بتصدير تعاليمه السمحة فى بناء الإنسان والأنسانية المجسمة فى حضاراته التى طافت أرجاء المعمورة شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ميسرا وليس معسرا ، بترك بصماته التى أصبحت نبراسا للٱمم التى كانت فى شتات بتلك اللعينة ( النتنة ) .. فتمسكوا بتعليمات ديننا الحنيف فاهتدوا ولم يضلوا ، فنهضوا وتطوروا بسموهم عن سفاسف الأمور وصغائرها ، فرأينا كونداليزا رأيس ، وسوزان رايس ، وكولن باول وغيرهم الكثير فى مركز اتخاذ القرار فى أعظم دولة قدمت ٱوباما رئيسا لها فى دورتين .. والنموذج نفسه فى أوربا ، ودول آسيا ، والخليج . ما كان لها أن تتطور وتصبح قبلة للاخرين فى ظل عقلية التخلف ، حتى البلاد الأفريقية والإقليمية المجاورة التى تأذت من عقلية الظلام وبمناهضتها أصبحت حديث المجالس لمشاهد التطور التى سادها ، ودونكم ( رواندا ، اثيوبيا ، تنزانيا ، كينيا ، الصومال ) …
التعايش بين مكونات الشعب السودانى يضرب به المثل ، لكن قدره الإبتلاء بنخب سياسية ورثت عقلية المستعمر مع إضافة مزيد من الخبث المستحدث فى ترسيخ سياسة التمكين والإستثمار فى أدواته ، وأهمها إفشاء نار القبلية والعنصرية الممنهجة التى أقعدت البلاد وتحويلها إلى زيل الٱمم الفاشلة ، وقد كان لنظام الانقاذ البائد النموذج الأسوأ على الإطلاق . وأن يستمروا فى تأجيج الصراع عبر أدوات الجداد الإلكترونى وفلولهم ، أمر يفهمه الجميع ، لكن الذي لا يمكن فهمه ولا يتسق مع مبادئ الثورة وشعارها ، تنامى ظاهرة العنصرية والتعالى العرقى بين بعض مكونات صناع الثورة عبر لايفات غير مسؤولة ، ومقالات ، وبيانات تؤسس للكراهية لا تخدم إلا إجندات إفشال الثورة والعودة إلى ما قبل ديسمبر المجيدة …
سودان اليوم ليس سودان العقود السابقة ، عقود الوصايا على الشعوب . فالواقع على كل المستويات يفرض علينا تقبلنا لبعضنا البعض فلا أحد يقبل أن يكون على الهامش فى وطن يسع الجميع ، كل رهن خدمته بلا تمييز .
ولوضع نقطة وسطر جديد على الدولة سن قوانين رادعة تناهض التمييز بأشكاله المختلفة ، وتجريم الألفاظ المستفزة ، فلا يمكن العالم من حولنا ينهض ونحن ما زلنا هذا ( غرابى .. جلابى .. حلبى .. عربي .. رطانى .. زرقاوى الخ ) ، مع تقديم النصح وأقامة سمنارات وورش وندوات لممارسي تلك النعرات فليس لهم من زنب سوى أنهم ورثوها كابر عن كابر والتخلى عنها مسؤولية مجتمعية لنرى نموذج الصحابيان ( أبوذر وبلال ) ، ويبقى عنوان المقال مثل دارفورى بليغ ( هيلك كان دابى كلو أربطى في صلبك ) دلالة أن الظفر لا يطلع من اللحم .. فالسودانيون جميعهم هيلهم لبعض وظفرهم متمسك بلحمهم …
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …