نحتاج ميثاقا لتنمية مستدامة!

هشام هباني :

لأنه لن يستقر النظام الديموقراطي القادم اذا لم ننجز من الان خطة اقتصادية تنموية شاملة بعيدة المدى ويتم الاتفاق عليها بميثاق وطني توقع عليه كل القوى السياسية التي شاركت في الثورة وذلك كي تلتزم بها كل الحكومات الدستورية القادمة لانه لا يمكن ان تستمر الديموقراطية في غياب التنمية الاقتصادية الشاملة لان الاستقرار السياسي مرهون بتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والعادلة الدائمة لتأمين معاش المواطنين الحافظ لكرامتهم ليمارسوا الديموقراطية في اجواء نفسية حرة تصون ارادتهم الوطنية ..فمقتل الديموقراطيات في وطننا السودان واحد من اهم اسبابه ان احزابنا المتصارعة على السلطة آنذاك وخصوصا التي حازتها لم تعر التنميةالاقتصادية اي اهتمام لانها كانت فاقدة لاي اطروحات اقتصادية تنموية بل كل همها كان بلوغ السلطة باي ثمن لان السلطة في وعيها مجرد غنيمة وليس تكليفا وطنيا لخدمة الشعب.. وحتى ان امتلكت تلكم الرؤية الثاقبة وحاولت تطبيقها فان الخصوم السياسيين من باب الكيد والحسد السياسي لن يسمحوا لها بذلك كي لاتحقق تفوقا سياسيا عليهم بالنقاط! وهنا مقتل الوعي الوطني الذي تسبب في فتح ثغرة التآمر على الديموقراطية من داخل ذات القوى المدنية التي تزعم الحرص على ترسيخ الديموقراطية بينما في حقيقة الامر وهي بهذا الوعي المعلول حول السلطة كغنيمة هو الذي اهلها للتآمر بالانقلاب على الديموقراطية من خلال مجنديها وخدامها داخل المؤسسة العسكرية ولذلك علينا التفكير بهذا الميثاق كي نضمن وطنا آمنا مستقرا تحت نظام ديموقراطي مقترن بتنمية مستدامة تصون معاش وكرامة الناس.