لماذا فشلت المنصورة في تسويق موسى هلال ؟؟.

بشرى احمد علي :

كان الإمام يعتقد أن إبنته المنصورة سوف تكون صورة طبق الأصل من الراحلة بنازير بوتو ، وأظن أن الإمام قد أخطأ في تقدير امكانيات إبنته ، مريم المنصورة هي مثال للإنتهازية والغوغائية ولا يُمكن أن تكون نسخة من بنازير بوتو والتي دفعت حياتها ثمناً لما كانت تؤمن به ، وهي ترأست الحكومة في باكستان في فترة حرجة وكان العالم يشهد القطبية الثنائية ، اما مريم المنصورة فهي جاهلة بما يدور حولها وقفزت لمنصب وزيرة الخارجية وفقاً لنظام المحاصصات ، والفراغ الذي حدث في الخارجية ملأه الدكتور حمدوك فأصبحت إبنة الإمام تبحث عن عمل..
صحيح أن موسى هلال خرج من السجن ولكن لا يعني ذلك ان صفحته اصبحت نظيفة وناصعة البياض ، فهو خرج بعفو جمهوري قدمه له الفريق برهان ولكنه لم يخضع لمحاكمة بسبب دوره في الانتهاكات التي ارتكبتها قواته في دارفور ، سقط البشير وخرج موسى هلال من السجن وأصبح بيته مزاراً للقوى السياسية الإنتهازية ولكن لا يعني ذلك ان للسيد موسى هلال مستقبل في السياسة كما كان يحدث في عهد البشير ، فالسودان التزم بالعدالة الدولية ، ولا أحد يملك الحق في إسقاط الحكومة عن موسى هلال ، وكل منظمات حقوق الإنسان ادانت عدم محاكمته ، وهو يذكرنا بحالة الرئيس الصربي سلوبدان ملوذفتش ، وهو مطلوب للمحكمة الدولية ترشح للانتخابات وفاز بالرئاسة ، يعتقد الساسة السودانيون ان السياسة سوف تهزم مطالب العدالة ، وأنه بوسع موسى هلال النجاة من جرائمه بسبب القوة الضاربة لقواته في الأرض وتأثير قبيلته ، لكن كل ذلك لن يشفع لموسى هلال ، وصدور مذكرة بحقه يتوقف على شهادة علي كوشيب ، ولا زال السؤال يطرح نفسه ..لماذا قادت وزيرة الخارجية السودانية محاولة إنقاذ موسى هلال من سيف العدالة ؟؟
اعتقد أن الدوافع هي حزبية بامتياز ، فهي تعتقد ان موسى هلال هو سياسي شاغر ويرد لحزبها الجميل إن هي نجحت في سحب إسمه من قوائم المطلوبين للتحقيق في مجازر دارفور ، وكان عليها أن تتعظ أن بقاء البشير رئيساً للسودان لم يمنع العدالة الدولية من الوصول إليه ، ونحن تحت ظل نظام أنجبته ثورة فمن المفترض أن لا نعود لممارسة الحصانة والإفلات من العقاب ، خاب سعي وزيرة الخارجية بعد أن تلقت صفعة لم تكن تتوقعها وهي أن المجتمع الدولي يقدم العدالة على خبث السياسة.