سقط النظام ولم تسقط دولته

علاء الدين محمود :

السادس من أبريل سيظل يوما مفصليا في تاريخ السودان، لا يمكن النظر إلى السادس من أبريل كلحظة انتصار الثورة واكتمالها، بل هي بداية في مسيرة طويلة من أجل التحرر، ولابد من استكمال المهام الثورية بالعمل الجماهيري المنظم والجاد، إن ما يحدث الآن من مظاهر عنف وتشطي ونهب وفقدان للأمن يشير بقوة إلى أن القوى المضادة للثورة تتصدر المشهد الآن، تلك القوى التي تريد أن توقف الثورة، وأن يتسرب اليأس وفقدان الأمل إلى صفوف الثوار الحقيقين أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير، ولابد من تفويت الفرصة عبر العمل الجماهيري الثوري والعودة مجددا لاحتلال الشوارع من أجل استكمال العمل الثوري.
السادس من أبريل هو نقطة التقاء كافة شعوب السودان المهمشة والمقصية، وجماهير المدن من طبقة وسطى وكادحين وأحزاب وقوى سياسية من أجل اسقاط النظام السابق، وقد أسقط، ليدشن لمرحلة جديدة من العمل، يصبح معها تمايز الصفوف حقيقة موضوعية تعبر عن المرحلة، ذلك التماييز الذي اسفر عن فريقين، الأول الذي يتصدر مشهد السلطة الآن من عسكر ومليشيات ومدنيين وحركات، من أجل الابقاء على القديم، ومعسكر آخر هو معسكر الثورة، هو المعسكر الذي من مصلتحه احداث التغيير الراديكالي الثوري في السودان، ذلك الذي يسعى إلى اسقاط القديم ودولته الظالمة التي لم تسقط بعد.
سقط النظام ولم تسقط دولته