المواطن السوداني والأزمات
ريم عثمان :
المواطن السوداني يعاني الأزمات في كثير من الجوانب التي تمس أساسيات حياته، بدءً من أزمتي الخبز والوقود واللذين يلقيا بظلالهما علي الكثير من الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها، وقد عجزت الحكومة حتي الآن في ايجاد حل جذري لهذين الملفين، ومروراً بمشكلة الكهرباء والتي تتفاقم مع الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة هذه الأيام ودخول شهر رمضان المعظم والإعتماد الكبير عليها في نواحي أساسية ومتعددة هامة، ويبقي علي من يرتضي لنفسه تحمل مسؤولية إدارة هذا الملف الكبير السعي الحثيث لوضع حلول ناجعة، أو الاستقالة كما فعل وكيل القطاع معلناً عجزه من دون تعاون وزارة المالية، والذي يعتبر السبب الرئيسي في الأزمة هو عدم ايفائها بما التزمت به في ميزانية هذا العام حسب تصريحاته، وغيرها من الأزمات التي لا تجد من المسؤولين حلولاً حاسمة، ومشاكل التعليم بكل ملفاتها خير مثال لذلك.
أما ما تفعله شركات الإتصالات فحدث ولا حرج، فقد قامت بعض الشركات بزيادة الرسوم المفروضة علي المواطن المغلوب مراراً ودون تقديم خدماتها بصورة مرضية، وقد يصل الأمر حد ايقاف ورشة الصيانة كما يحدث في أحدي الشركات الكبري في ولاية الجزيرة، والإقرار بذلك دون خجل مع الإستمرار في تحصيل الرسوم بكل زياداتها علي وعد بأن تقوم بعمل تسويات لاحقاً، فالتسويات كما الورشة متوقفة، ولا نري أي بوادر من الحكومة لردعها أو محاولة التحكم في قراراتها والتي لا تراعي فيها الا مصلحتها ولو كانت علي حساب المواطن البسيط.
وقد ضاق الناس كثيراً وامعنوا في التذمر، معربين عن عدم قدرتهم علي الإحتمال أكثر وهو ما يجب علينا الإنتباه له والسعي الحثيث لرفع معدل الصبر عندهم، مدركين أنهم لا يلاموا علي هذا الموقف.
تختلف القدرة علي الأحتمال من شخص لآخر، والذي يتصدي للحث علي الاحتمال لابد أن يكون واسع الصدر صبوراً وواعياً لأن ذلك قد يفوق قدرات المواطن، ويجب عليه التركيز علي التذكير بأن هذا الوطن يستحق أن نكافح ونصبر لأجل رفعته، وأن نحارب كل من يحاول استغلاله والحيد به عن ما قامت لأجله ثورتنا العظيمة التي مهرت بدماء الشهداء من ابنائنا الكرام.
لن يتمكن المواطن من الصبر ما لم يري بوادر أمل للخروج به من قمقم الأزمات، وفي إعتقادي أن الأمر ينذر بالخطر وعلي الحكومة الإنتباه لذلك والإجتهاد أكثر وأكثر لوضع الحلول الجذرية وتنفيذها مع إعتماد مبدأ الشفافية مع المواطن لتحفيز قدرته علي الصبر بجعله مشاركاً في الأمر، وقد يستطيع حينها مد يد العون بصورة اعمق واجدي، لأنه يصبح شريكاً فعلياً في العلاج ويستطيع التبصر بما ينتظره والإستعداد له بدلاً عن إتجاهه للتفكير في وضع الحلول بنفسه، وهو القادر حتماً علي ذلك إذا اقتضي الأمر.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …