واخشي ان يكون لابس سفنجة!
د. محمد صديق العربي :
في تسعينيات القرن الماضي عندما التحقنا بجامعة الخرطوم مجمع شمبات وعلى الرغم من أنني لم أكن من ساكنى الداخلية بصورة مستمرة ولكن أحيانا كنت استأنس برفقة الزملاء والاصدقاء وأظل فيها لأيام معدودات لكونى أحد ساكنى ولاية الخرطوم.
وقبيل الإنقاذ كانت تسمى وحدات الداخليات بأسماء مدن وولايات السودان المختلفة ولكن درج ما يسمى بصندوق دعم الطلاب او كما يحلو للطلاب في تلك الفترة بتسميته( صندوق نهب الطلاب ) على تسمية وحدات الداخليات بأسماء من ماتوا في الحرب الاهلية في جنوب السودان وهم من فئات الطلاب مغسولى الدماغ في تلك الحقبة.
وكعادة الطلاب يرون البؤس الذي يخييم ورداءة الخدمة المقدمة في هذه الداخليات حتي سمى الزملاء إحدى تلك الوحدات بالباستيل؛ وعهد الطلاب بالنزول إلى الكليات المختلفة بالمجمع فيهم من يقصد المكتبة او كافيتريا شعبي واحتساء شاي حليب العم سيد وتناول اللقيمات مع ذرات السكر؛ وكذلك كانت الأمسيات تعقد بها الندوات والمنتديات الشعرية والحفلات الصاخبة وشلل الانس وكذلك لا ننسى فئة مهمة وهم زمرة الخلاطين فرادى وجماعات.
وكعادة مجمع شمبات فهو مجتمع أسرى ومترابط وفيه الأدب الموروث الذي لا يحيد عنه اي برلوم و تم تناقله عبر الأجيال؛ وفيه محرمات داخل المجمع وهي وان كنت من ساكنى الباستيل او داخلية اركويت وكانت عنوان للبرجوازية إياك والنزول إلى أرض الكلية في الأمسيات (بترينق او فنلة اوسفنجة) ولو فعلت الأخيرة هذه يمكن اي (سينير) من اي كلية ياخدك على انفراد ويرجعك الداخلية وحتي ساكنى الباستيل لم أشاهد أحدهم ينزل إلى الكليات في الأمسيات وهو من غير عطر فواح وان كان بالاستعانة من الزملاء.
هل يخلو مجلس الوزراء من ضبط وربط حتى يسمح لخالد سلك بالدخول إلى الاجتماعات الرسمية بهذه الهيئة واخشي ان يكون لابس سفنجة!
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …