آخر الأخبار - رأي - أبريل 28, 2021

كتابات حرة

ريم عثمان :

إدارة الخلافات

كتب الكثيرون عن هذا الأمر دون جدوي، لا زال الأمر يدار بالتخوين وتجريم الآخر، لا زلنا لا نستطيع التعاون في الأمور العامة التي تخرج عن نطاق المجموعات الخاصة.
والناظر لما حوله مما يحدث في القضايا المطروحة في الساحة سيعي جيداً اختلافاتنا التي تصل في كثير من الأحيان حد الخلاف، وفي اعتقادي أن هذه ضريبة لابد منها حين تصبح الديمقراطية متاحة بعد عهد طويل من الاستبداد والقهر، لكن ذلك ليس بمبرر كي لا نجتهد في معالجة ذلك، ربما افتراض حسن النية والتعامل بهذا حتي يثبت العكس قد يساعد في خلق بدايات جديدة تقود المجتمع للأفضل.
البداية لابد أن تكون ذاتية، أي أن يبدأ كل شخص بنفسه، والجهاد مع النفس يحتاج لقوة وإرادة كبيرة، كما يحتاج كذلك لأن يجلس كل منا مع نفسه والتأكد تماماً مما سيصدر عنه من قول أو فعل قبل حدوثه، لأن المعالجة تصبح أكثر صعوبة بعد الوقوع في الخطأ، والغالبية منا لا تجيد مهارة الإعتذار.
يستحق بناء المجتمع أن نبذل الكثير من أجله، وبناء الأوطان لا يكون بالتعنت والبحث عن المصالح الذاتية، ولا باختراق القوانين أو التحايل عليها لخدمة المصالح الخاصة والشخصية، لابد من نشر مبدأ الغيرية وتمكين مبدأ المصلحة العامة فوق كل شئ، وهذا الأمر يحتاج أن يقوده المثقفون وأصحاب الرأي بحنكة ودراية كي لا يجد المقاومة من الآخريين، خاصةً مع ترسيخ مبدأ الانا طوال سنوات العهد البائد الذي أصاب برشاشه الكثيرين منا، وبالتأكيد التعميم في كل المواضع مخل.
توفير الخدمات للمواطنين مسؤلية الدولة في المقام الأول، لكن ذلك لا يمنع أن يساعد المواطن العادي في ذلك، وهذا ما حدث فعلياً بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة، فقد شارك الجميع في محاولات العودة بالمجتمع للاستقرار وتحقيق الرفاهية، لكن ذلك لم يجدي نفعاً كما هو واضح للعيان، والضائقة المعيشية تزداد يوماً بعد يوم دون بوادر انفراج، وما يبقينا قادرين علي الصمود هو أملنا في رحمة الله سبحانه وتعالي، ثم في صمودنا وتكاتفنا للعبور لبر الأمان، ولن يكون ذلك إلا من خلال معرفتنا الجيدة لكيفية تقبلنا للآخرين وكيفية إدارة اختلافتنا، ولن يكون من مخرج الا بتعاون وتعاضد الجميع دون تخوين أو خلاف.
لنأخذ عهداً علي أنفسنا أن ندع “المراكب السايرة” التي يبدأها الآخرون تعبر لطريقها الذي أنتهجوه لها، ولا نهاجم أفكارهم منذ اللحظة الأولي باحثين عن أوجه الضعف فيها ومواطن الخلل التي لا تدعهم يخطون للأمام الخطوات الكافية لتنفيذ ما أنتوه، من أبسط الحقائق أنك لا تستطيع الحكم علي شئ دون تجربته، لذا يصبح لزاماً علينا منح من يبدأ مشروعاً او يتبني فكرة كل الأريحية اللازمة لتنفيذ ما أنتواه وخطط له، ثم بعد ذلك يكون التقييم والدعم إن استحق الأمر، أو السعي لايقاف المسار الخاطئ المنتهج والعودة به للمسار الصحيح.
أخيراً، يجب ألا ننسي أبداً أن كل ما يمكن له التقدم بالمجتمع للأمام هو رهن بنا، والمسؤلية ملقاة على الجميع دون فرز في مختلف مستوياتهم.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …