كتابات حرة : الأخطاء المبررة

ريم عثمان :

المبادئ لا تتجزأ، مقولة يستخدمها الكثيرون لتثبيت مواقف معينة تحسب لصالحهم في حادثة معينة، ورغم أنها تحسب ككلمة الحق التي أريد بها باطلاً، إلا انها تظل كلمة حق.
في حياتنا تحدث بعض المواقف الخاطئة التي يكون لفاعليها مبررات منطقية او لا يكون، لكنها لازمة، ينال فاعلوها التوبيخ والإنتقاد لكنهم يتحملون ذلك في سبيل قناعتهم بما فعلوا، ويحتار الانسان العادي هل هذا الفعل الخاطئ صائب لأن له ما يبرره أم أن الخطأ يظل خطأ؟
ربما في مدينة افلاطون الفاضلة فقط نستطيع تثبيت مبدأي الخطأ والصواب وألباسهما ثوباً واحداً لا يتحمل التغيير، لكن في حياتنا العادية المليئة بالمتناقضات والأحداث المختلفة قد نضطر للتعامل مع أخطاء في حياتنا دون أن نعتمدها كأخطاء لان المواقف التي تحدث فيها لا تتحمل إلا حدوثها، ويمكن اسقاط ذلك علي الكثير مما يحدث في حياتنا.
قد نضطر أحياناً للتعامل مع أوضاع معينة لا يد لنا فيها، تكون بميزان الخطأ والصواب أقرب للخطأ، لكن ولأنها فرضت علينا نضطر لأكمالها وهذا ما يجعلنا دون قصد مخطئين، لكن علي الأقل يبقي علينا عدم التمادي، والاجتهاد بأن ينتهي الأمر دون الزج بآخريين لمجرد أن ذلك قد حدث معنا رغماً عنا وأنهم كانوا في طريقنا مما جعلنا نستخدمهم للوصول لبر الأمان أو حتي لصنع ردة فعل تحفظ لنا حقوقنا، وبرغم ما قد نواجه من ضغوطات يبقي علينا الاجتهاد لعدم الانسياق وراء مثل هذه الأوضاع ما استطعنا.
قد نجد عدة مبررات لأنفسنا حين نتعاطي مع مثل هذه الاخطاء المبررة، ولكن يصعب علينا ايجاد ولو واحد فقط للآخرين، فننزل عليهم سياطنا دون رحمة، ذلك لأننا حينها لا نضع للمبررات قيمة عكس ما نفعله حين يتعلق الامر بنا.
الرحمة والأجتهاد في تقبل متناقضات الحياة التي تحملها مبررات الآخرين، هما الحل الأمثل حسب اعتقادي لكل الخلافات والمناكفات التي تحدث في المواقف الخاطئة التي يخفف التبرير من حدتها، فكلنا بشر ومن سيمنا الخطأ، فقط علينا عدم التمادي والاجتهاد للخروج بأقل الخسائر محافظين علي مبادئنا واحترامنا لانفسنا.
خالص الدعوات في هذه العشرة المباركة بأن يمن الله علي السودان وشعبه بالأمن والرخاء، وأن يرفع عنا وباء الكورونا ويتقبل صيامنا وقيامنا.