ضياء الدين البلال و “عبد الباقي علي” و الرقص على الحبال
الفاضل عمر الفاضل :
مدخل
قرأت قبل قليل مقالاً خبيثاً لصاحب القلم الرخيص “ضياء الدين البلال” محاولاً فيه تمجيد شخصية الكوز الهارب ” عبدالباقي على عوض الكريم” ، واصفاً إياه بصاحب النفوذ الشعبي الكاسح ، مشبهاً إياه بنظّار الشرق ، و منوهاً إلى ضرورة التعامل مع ملف الرجل بحكمة و إلا ستؤدي الأمور إلى عواقب وخيمة …و تلك لعمري فحوى الرسالة التي أراد هذا الضياء بثها – سماً في الدسم – و التي لا أشك في قبضه ثمنها …و تاريخ هذا الضياء معروف مذ كان طالباً متدني الذكاء في ثانوية المناقل ، القسم المسائي …
عبدالباقي يا سادتي ليس بالخطورة والتأثير الذي ذكره هذا الضياء و لو كان كذلك لما هرب كما النساء حين سقطت الثورة ..و لما لجأ إلى القاهرة محاولاً الإفلات من قبضة العدالة …و ما كتبه ضياء هو تخويف حتى لا يتم اعتقال هذا الكوز و حتى لا تناله لجنة إزالة التمكين ( لهذا العبد الباقي تجاوزات هائلة في ملف الأراضي و محلية المناقل و مشروع الجزيرة و شركته الزراعية و سنتناول هذه الأمور بصورة مفصلة لاحقاً) …
المقال
مثلما لا يستغرب أن يعوي الكلب، لم يكن مستغرباً أن ينضم الكلب عبدالباقي علي عوض الكريم إلى حركة أركو مناوي. فحياة هذا الانتهازي كلها مزادات وتنازلات . فقد باع صحبه المتأسلمين من قبل حينما ثار الصراع الشرس بين القصر والمنشية. و لأن لحية الترابي لم تكن تمنح حياة السلطة و المال و ( الفخشرة) في تلك اللحظة الفاصلة من تاريخ السودان فقد دخل عبدالباقي دار الوطنيين و هو آمن.
نشأ الرجل في بيئة فقيرة شأن كل المتأسلمين، فقد كان والده يمتلك عربة كارو يجرها حصان هزيل في قرية الشكينيبة. عاش هذا الكوز حياة فاقة وعناء في صباه وشبابه، وحين تخرج في الجامعة عمل معلماً ثم انضم إلى الحركة المتأسلمة علي يد أحد أقاربه (مات في الجنوب) قبل انقلاب الإنقاذ بأعوام قلة .
عاث الرجل فساداً في منطقة المناقل و الشكينيبة و ما جوارهما خلال سنوات الإنقاذ العجفاء، فقد ربطته علاقة لصوصية بالشريف بدر، كما ربطته علاقة بوداد بابكر حرم المخلوع (فهي من قرية الطليح التي لا تبعد كثيراً عن الشكينيبة)، فضلاَ عن سيطرته على موارد المنطقة دونما رقيب أو حسيب. وذكر أهل المنطقة أن محلية المناقل احترقت مرات عديدة على أيامه ويُعتقد أن الحريق شب بفعل فاعل لإخفاء ملفات ما. أيضاً سيطر الرجل على أراضي المنطقة وتصرف فيها تصرف من ورثها عن أبيه المدقع الفقر، واشترى أراضٍ شاسعة في المنطقة وكانت له استثمارات ضخمة في مجال الآليات الزراعية. كما قرّب الرجل عدداً لا يستهان به من الكلاب الضالة حوله (مثل الجيلي عبد الباقي الشهير بقنيج في قرية الشكينيبة و هذا للأسف مدير مدرسة).
اشتهر الرجل بالعنف اللفظي والجسدي وضيق الأفق والخيلاء، وكانت تحميه جماعة من الغوغاء وفر لها المأكل والمشرب والسلاح (والخمور إن اقتضي الأمر). وجل هؤلاء من الفقراء المهمشين والأميين الذين لا يكادون يصدقون أنه صار لهم صوت يسمع. وقد اعتدى هذا الكوز القذر على مواطنين كثر بيده وعكازته خلال سنوات الإنقاذ. ولذا يضمر له الكثيرون في المنطقة بغضاً عظيماً. و قد ذكر شهود عيان من المنطقة أن الرجل حاول في أواخر أيام المخلوع الاستيلاء على أراض متاخمة لقرية البريكاب التي تقع قرب الشكينيبة ، فثار سكان البريكاب و وقع اشتباك بينهم و بين كلاب الرجل الضالة نجم عنه جرحى و قتلى من الجانبين، كما تم إذلال الرجل إذلالاً من قبل أهل البريكان الذين أجبروه على التفوه ببعض العبارات التي لا تليق بالرجولة.
بعد سقوط البشير هرب الرجل الى القاهرة بليل، وهناك التقي بأركو مناوي وأوهمه أنه زعيم للكواهلة. ولأن أركو يحلم بتحقيق مساحة لقدمه القذرة في الجزيرة فقد وجد في الكوز الهارب صيداً ثميناً، مثلما وجد الأخير في الأول ملاذاً من الحساب والعقاب، و حاضنةً سياسية تضمن له حياة الزعامة و الفشخرة و الأضواء..و ربما قبض مناولي الثمن مالاً من هذا القذر …( سنكشف لاحقاً قائمة بأسماء الكيزان الذي ضمهم مناوي إلى حركة تحرير السودان بعد الثورة )
و قد زار أركو منطقة الشكينييبة – مسقط رأس الكوز المعنى – عدة مرات خلال الشهور القليلة الماضية، كانت آخرها في السبت الموافق الثاني و العشرين من مايو للعام 2021 حينما عاد هذا الكوز القذر عودة الفاتحين تحت حماية قوات أركو و أركو شخصياً الذي أخذ يلوح لأهل المنطقة المصدومين و كأنه رئيس لجمهورية السودان….قبل أن يعود من حيث أتى و برفقته الكوز عبد الباقي.
ثمة أسئلة تفرض نفسها بخصوص ملف هذا الكوز القذر: أين لجنة إزالة التمكين منه؟ وأين والي الولاية من زيارات أركو مناوي المتكررة لمنطقة الشكينييبة؟ وكيف تصمت الحكومة عن تحالف يتم بين والي فيها وكوز يشهد له القاصي والداني بالفساد العظيم؟ ولم استشهد الشهداء أصلاً إن كان كل فرد في الحكومة الانتقالية يتقوّى بفرد من أفراد قبيلة النظام البائد؟
يجب فتح ملف بخصوص دخول الرجل إلى السودان عبر بوابة المطار و هو المطلوب ..و يجب مساءلة والي الجزيرة عن استباحة ولايته من قبل مناوي و أذياله من صعاليك الوطني ..كما يجب مساءلة مناوي شخصياً عن حمايته لأمثال هذا الكلب … و فوق كل هذا و ذاك يجب أن تتحرك لجنة إزالة التمكين للتحقيق في ثروة الرجل…
إن سياسة تخويف الحكومة بسلطة الرجل و نفوذه ..سياسة خبيثة يقصد بها تمكين أمثاله من العودة إلى المشهد السياسي في السودان بعد سنوات الإنقاذ الهزيلة ..و لو كنا نحسب حساباً لنفوذ الرجال لما وقفنا في وجه البشير و نافع و علي عثمان …دعك عن ” عبدالباقي على ” و أمثاله من الصعاليك …
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …