الكباشي خميرة العكننة في المفاوضات
نضال الطيب حامد :
أبدا حديثي هذا بضرب مثل يعرفه جميع السودانيين، والأمثال تضرب لتقريب المعنى المقصود.
عادةً ما يلجأ الفريق الضعيف أوالغير مرتب فاقد الرؤية إلى حيلة من الحيل، ليخرج منتصراً في الجولة، وهذا واضحاً في كرة القدم، دائماً مايلجأ الفريق الضعيف فنياً الذي يحرز نصراً مفاجئاً أو صدفة بهدف أو هدفين على غير ماتوقع مدربه وفريقه الفني، إلى ما تعارف عليه جمهور الكرة في السودان _ ب _ تشتيت الكورة لحرمان الفريق الآخر الأكثر قوتاً ومهارة من التركيز والقيام بتمريرات ذكية ومتقنة تخترق دفاعاته وتصنع فارف الأهداف لتغيير نتيجة المباراة خوفاً من أن تنتهي به إلى الهزيمة.. لكن مثل هذا الفريق الذي يلجأ إلى هكذا حيلة يسقط في نظر الجمهور تماماً، لأنه افقدهم متعت المشاهدة والمتابعة.
وهذا المثل ينطبق تماماً على الوفد الحكومي المفاوض، وعلى الدور التكتيكي، والمهمة التي ظل يقوم بها الفريق شمس الدين الكباشي في المفاوضات، وهي العكننة وتشتيت الكورة لعدم تحقيق السلام العادل الشامل، الذي يتطلع إليه جميع السودانيين، فإن جمهور السياسة، حاله كحال جمهور المستديرة في المستطيل الأخضر المحروم من اللعب النظيف، إننا نعلم بأن جماهير الشعب السوداني تواقة لتحقيق السلام الحقيقي، فقد أصيبت بأكتئاب وقلق شديد جراء اللجوء إلى العكننة من الفريق شمس الدين الكباشي وفريق وفده الحكومي المفاوض.
جاء شمس الدين الكباشي هذه المرة، بحيلة من حيله وبتكتيك جديد إلى جوبا ومعه عدد من النساء على ذات الطائرة التي اقلتهم من الخرطوم، من أجل أداء مسرحية هزيلة سيئة الإخراج ليلعبن فيها دور الكومبارس لعكننة المفاوضات، تحت مسمى ( مجموعة الأجندة النسوية) التي تريد رفع نسبة تمثيل المرأة في المفاوضات، عجباً فقد جانبهم الذكاء وتلبسهم ثوب الغباء، كيف يأتون من الخرطوم على طائرة واحدة، ثم يقولون، إنهم اجتمعوا بالفريق الكباشي بفندق كراون بجوبا من أجل تعزيز دور المرأة ومشاركتها في العملية التفاوضية ودعم مسيرة السلام، والحقيقة هي أن الدور الذي تريد كل من بثينة دينار وزيرة الحكم الاتحادي وتيسير النوراني وزيرة العمل و مها زين العابدين، بحجة إدماج قضايا النوع في ملف السلام وتقريب وجهات النظر بين أطراف التفاوض.. ماهي إلاحيلة لعرقلة وتشتيت لأي جهود مخلصة من أجل هدف معين وهو عدم التقدم في المفاوضات، بحجج واهية وقديمة لا ترتقي أن تستخدم كتكتيك في علوم فن التفاوض.. لأن التفاوض علم يدرس للأجيال القادمة حال نجاحه، وسوف تصبح العناصر المتافضة من الطرفين في سجلات التاريخ كأبطال صنعوا السلام الدائم.
لكن يبدوا إنهم يفتقدون للإرادة الحقيقية، لتحقيق السلام، ولم يجدوا مفراً عندما حاصرتهم إرادة السلام من الجميع بعد توقيع الإعلان السياسي بين البرهان والحلو، لذلك لجأوا لحيلة وبدعة جديدة، وهي رفع تمثيل نسبة المرأة في المفاوضات، لتقديرات تخصهم هم ولربما تخص مصالحهم السياسية والشخصية، عبر تحالفاتهم السرية، بين مجموعة عقار التي تمثلها بثينة دينار وبين المكون العسكري الذي يمثله خميرة العكننة، الكباشي فنحن كمراقبين للوضع السياسي، نعلم جيداً إن مجموعة عقار قد أصبحوا يغردون خارج الأسراب إلا سرب مصالحهم الشخصية والمادية، بعد أن انسلخو عملياً وفكرياً من الحركة الشعبيــة لتحرير السودان / شمال.. فإن أصحاب المصلحة الحقيقية المتضررين عملياً من الحرب.. هم النازحين في المعسكرات والمشردين في الداخل وخارج الوطن، الذين فقدوا كل شيء ينتظرون سلاماً يعيدهم إلى بيوتهم وأرضهم، ويعوضهم بعض العوض عن الكثير الذي فقدوه جراء جرائم النظام الساقط، الذي يمثله شمس الدين الكباشي.. أما أولئك المتضررين من الحرب لايمكن أن تمثلهم شخصيات ترتمي في أحضان اللجنة الأمنية لنظام البشير، أمثال مالك عقار أو عرمان أو بثينة دينار.
والآن بعد أن أهدتهم هذه الثورة فرصة السلام طازجة على طبق من ذهب، أخذ المكون العسكري وازياله من الحلفاء الجدد، أخذوا يجرجرون أزيالهم، و يخترعون الحيل والتكتيات الخبيثة من أجل إعاقة السلام وإعاقة ما توصل إليه رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مع رئيس الحركة الشعبية، القائد عبدالعزيز آدم الحلو.
وعندما التأم شمل المفاوضات بجوبا مرةً أخرى برعاية الرئيس سلفاكير، لم تعوزهم الحيلة للهرب مرةً أخرى من المفاوضات إلا عبر الأجندة النسوية يا للعار السياسي لحكومة الفترة الإنتقالية .
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …