لكم الكراسي والويل لنا

د. محمد صديق العربي :

في اخر اجازة سنوية في السودان قبل أكثر من عامين من الان وكاستجابة لدعوات العصيان المدني بعدم إجراء اي معاملة حكومية في ذاك الوقت ويمكن تأجيلها إلى وقت لاحق، رفضت أن اجدد جوازات السفر الخاصة بي ولاولادي على أمل ان نقوم بإسقاط النظام الجبهوى وإقامة دولة الكرامة والعدالة واحترام حقوق المواطنة.

اليوم اجد نفسي واولادى في حيرة من أمرنا بعدم إمكانية تجديد الجوازات في خارج السودان وذلك لا كتظاظ القنصلية والسفارة وأقرب موعد حجز يتعدي عيد الأضحية بشهور وبعد انقضاء الاجازة الصيفية ، ومزيدا من الامعان في الإذلال بجعل الأمر أكثر قساوة وايلاما واعلى تكلفة عشرات المرات من السابق بل تجديد الجواز السوداني بالمملكة العربية السعودية أكثر غلاء من بين كل سفارات السودان في العالم.

بعد عامان من نجاحات الثورة في اقتلاع النظام السابق وتكوين حكومة كفاءات وطنية لا حزبية ولا محاصصات نجد اننا وقعنا في هوة مداها بعيد جدا بأسوأ الأشخاص يمكن أن يتولوا زمام أمر العامة ابتلينا بوزيرة خارجية لا هي في العير ولا في النفير سارحة ومارحة بين الجزر والبلدان ولا تعلم عما يدور وما يحدث لأبناء هذا الشعب المكلوم ورئيس وزراء ليس بيده حل او ربط ولا يصلنا منه أكثر من صور سمجة وابتسامة بلهاء..

لن نقول كان بأيدينا ولن نتمنى عودة النظام الهالك ولكنا سنكون في الموعد وسوف نرمي بكم جميعا في قمامة واحدة ايها الملعونون.