دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر
د. أسامة تاج السر :
تمثل دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، واجهة كبرى من واجهات جامعة الخرطوم، ومن خلال إنتاجها الفكريّ والفلسفيّ والسياسيّ استطاع آلاف السودانيّين – وغير السودانيّين – أن ينتموا إلى أمّ الجامعات، من خلال تتلمذهم على أيدي علمائها ومفكريها وأدبائها.
من نشأتها 1967م، أصدرت دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر ما يربو على ستمائة عنوان، في ضروب المعرفة المختلفة، وقد نشرت لعدد من علمائها: عبد الله الطيب، عون الشريف قاسم، علي المك، وقد نشرت لعدد من شعراء السودان وأدبائه.
في العام ٢٠٢٠م أعدّت الدار خارطة ثقافيّة تتناسب والتغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة، فنالت حقوق كتابين عن يوميات الثورة من شرارة الانطلاق إلى مجزرة فض الاعتصام التي صارت جراحًا غائرة في شغاف الوطن وسويدائه وخاصرته، فكان (من يوميات الثورة السودانيّة) للشاعر والناقد والباحث والروائي عادل سعد يوسف، الذي أصدر ثمانية عناوين قبل هذا الكتاب. ثم كان كتاب (هكذا رأيتها..الثورة السودانيّة) للشاعر والروائي والإعلامي محمد الخير إكليل، وقد أصدر ثلاثة عناوين قبل هذا الكتاب. وكان من المأمول أن يتبعهما كتاب ثالث، يمثل رأي شريحة مهمة من المجتمع، وهي شريحة أساتذة جامعة الخرطوم، من خلال (مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم للتغيير الديموقراطي) وهي صاحبة إشهام كبير في إسقاط النظام، ولعبت دورًا ملموسًا في تقريب وجهات النظر بين شركاء الفترة الانتقاليّة، ولم الكتاب لم يكتمل بعد.
عملت دار جامعة الخرطوم على تحديث المشهد الشعريّ، وذلك لما رأت صوتًا جديدًا يمثل نهجًا عاميًّا لعدد من الشعراء، فكان التعاقد على سبعة دواوين شعريّة عاميّة تمثل كامل المشهد، باختلاف مشاربه.
ولما كان للشاعر المتميّز محمد عبد الباري من تجديد لا يخفى، على الصعيد الإقليميّ، من خلال دواوينه التي حصدت أعلى الجوائز في الإمارات والمملكة العربيّة السعوديّة، فأعيدت طبعاتها غير مرة دون أن تتوافر في بلده السودان، فقد عملت الدار على نيل حقوق حصرية للطبعة السودانيّة، فطبعت دواوينه الأربعة، والتي تنازل الشاعر من نصيبه المالي لصالح مبادرته التي تعمل على مساعدة الشعراء السودانيّين على نشر دواوينهم داخل السودان وخارجه، فكانت دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر شريكًا أصيلًا في هذه المبادرة “كتابة” مع شركاء آخرين من داخل السودان وخارجة.
ثم لما كان الكتاب المنهجيّ هو الأساس الذي أنشئت من أجله دار جامعة الخرطوم ومطبعتها، فقد عملت الدار على نشر عدد من الكتب، وصدرت بعض الكتب في القانون، وفي الطب البيطريّ، وفي الطريق عدد من الكتب الأخرى، تخص طلاب الهندسة والتربية والآداب.
كما نالت دار النشر الحقوق الحصريّة لمؤلَّف الشاعرة والموثقة المغربيّة فاطمة بوهراكة (موسوعة الشعر السودانيّ، من 1919 – 2019م) وهو أكبر كتاب توثيقيّ في بابه، إذ فاقت تراجمه 300 ترجمة، وزادت صفحاته على 800 صفحة.
كما تعمل الدار منذ فترة طويلة على تحقيق ديوان محمد عثمان جرتلي، والذي أجيزت مخطوطة ديوانه عام 1994م، ولم تخرج حتى الآن، ما احتاج إلى تحقيقها وتدقيقها، وهو العمل الذي قام به د. الأصم بشير التوم، المدير السابق لدار النشر، ود. أسامة تاج السر، المدير الحالي.
بعد فصل المطبعة عن دار النشر، كان لزامًا على الدار أن تكثف مجهودها حتى ترى الكتب التي نظرت فيها لجان التأليف المختلفة، وخضعت للتحكيم، وأجيز بعضها، فكانت الاجتماعات المكثفة مع إدارة الجامعة، إذ ضمت الاجتماعات:
مديرة الجامعة/ بروفيسور فدوى عبد الرحمن على طه
وكيل الجامعة/ د. أحمد إبراهيم الفائق
مدير العلاقات الخارجية/ ب. أبوبكر عثمان محمد نور
مدير مطبعة جامعة الخرطوم/ د. أسامة علي أحمد أبو علامة
مدير دار النشر/ د. أسامة تاج السر أحمد حسين
وقد أسفرت هذه الاجتماعات عن تمويل الطباعة لجميع الكتب التي تمت إجازتها، وقد طبع منها اليوم 15 عنوانًا، تضاف إلى غيرها من العناوين التي صدرت مطلع هذا العام، ليكون حصيلة ما نشرته الدار في النصف الأول من العام 2021م، 23 عنوانًا، هي:
١/ مرثية النار الأولى – محمد عبد الباري
٢/ كأنك لم – محمد عبد الباري
٣/ الأهلة – محمد عبد الباري
٤/ لم يعد أزرقا – محمد عبد الباري
وهو مشروع ثقافي كبير سيعلن عنه خلال أسبوع من الآن، عبر مؤتمر صحفي، وأمسية تدشين.
٥/ أشواق العشاق – عماد بابكر
٦/ السلطة الخامسة – قصي همرور.
٧/ نهر النيجر وبحر النيل – ب. الأمين أبومنقة.
٨/ السودان الوعي بالذات – د. أحمد إلياس
٩/ وادي المطاميس – عمر محمد النور
١٠/ جرح المناديل – عزام عبد العاطي.
١١/ غفاري – محمد الشيخ.
١٢/ شف التيلة – نهى الكباشي.
١٣/ بواقي طير – محمد حسن السيد.
١٤/ النعناع – فيصل خليفة.
١٥/ من يوميات الثورة السودانيّة – عادل سعد يوسف.
١٦/ فرق توق (يت) – عزاز حسان.
١٧/ كلهم – عمر الممكون.
١٨/ في مديح الدينكاويات – أسامة علي أحمد.
١٩/ هكذا رأيتها – محمد الخير إكليل
٢٠/ موسوعة الشعر الكبرى – فاطمة بوهراكة.
٢١/ مجلس الأمن ومنع نشوب النزاعات – السفير د. طارق علي بخيت
٢٢/ قانون الشراكات – د. عبد الله إدريس
٢٣/ الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان – ب. الجيلاني.
٢٤/ مشروع الجزيرة، تجربة في التفكير خارج الصندوق – ب. فتحي محمد خليفة.
٢٥/ أقول أحبك وأتنفس عينيك – عادل سعد يوسف.
وقد سعت دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، بعد موافقة العلاقات الخارجية للجامعة، إلى الحصول على تمويل خارجيّ، يسهم في تخفيف أعباء الطباعة، التي وصلت إلى أرقام تثقل كاهل الدار وكاهل الجامعة، فكان لأبناء الجامعة في المنظمات المختلفة إسهام كبير في تذليل الصعاب ومد الجسور بيننا والعالم، حتى تكللت الجهود، فوصلتنا تبرعات كبيرة من عدد من الجهات، وننتظر مثلها قريبًا بإذن الله.
وهنا لا بد من صوت شكر لخريجي جامعة الخرطوم في أمريكا (يوكانا) لما قدّموه من دعم سخيّ لدار النشر ومطبعة الجامعة، والذي تمثل في عدد من الأجهزة الإلكترونيّة، ومبالغ كبيرة من المال، بما استطاعت الدار أن تستعيد جزءًا كبيرًا من ذاكرتها.
وهنا لا بد من صوت شكر لخريجي جامعة الخرطوم في أمريكا (يوكانا) لما قدّموه من دعم سخيّ لدار النشر ومطبعة الجامعة، والذي تمثل في عدد من الأجهزة الإلكترونيّة، ومبالغ كبيرة من المال، بما استطاعت الدار أن تستعيد جزءًا كبيرًا من ذاكرتها.
يعكف الآن المحررون بدار النشر على إعداد عشرات الكتب التي كانت معدّة للنشر، ولكنها فقدت عند فضّ الاعتصام، وهو الضرر الكبير الذي أصاب دار النشر وغيرها من كليات الجامعة المختلفة، إذ نهبت جميع الإجهزة الإلكترونيّة، والمواد التي كانت تشكل إرشيف الدار وذاكرته.
د. أسامة تاج السر
مدير دار جامعة الخرطوم للنشر
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …