البعض يخاف ولا يستحي

سالم الأمين :

السلطة الرابعة
انتشر بالأمس مقطع فيديو قصير عن المياه الآسنة و الأوساخ و القاذورات في السوق المركزي الخرطوم .
انتشر الفيديو كالنار في الهشيم في لحظات قصيرة . فكان المقطع هو حديث الوسائط طيلة يوم أمس و موضوعا للنقاش …
في بعض القروبات تم الهجوم على ناشر الفيديو باعتباره ينشر غسيلنا المتسخ في الوسائط العامة .
صباح اليوم تحركت آليات و عمال ولاية الخرطوم فقاموا بإزالة كل الانقاض و الأوساخ في السوق و ردم كل البرك و المياه الاسنة ، فأصبح السوق في لحظات قليلة نظيفا يعجب الجميع .
سرعة استجابة السلطات بعد انتشار الفيديو يوضح عدة نقاط مهمة :
– ان السلطات بإمكانها تنظيف اي بقعة في العاصمة في وقت وجيز لكنها تتكاسل و تتقاعس عن أداء واجبها.

– أهمية الوسائط و النقد الذي يقدم للسلطات بلفت انظارها الى مواطن القصور و الإهمال.

– السلطات لا تهتم بأداء واجباتها بدون الانتقادات المباشرة ، كما أكدت ان الوسائط الإلكترونية بمثابة السلطة الرابعة التي يخافها المسئولين و يعملون لها ألف حساب .
من ينظر إلى السوق المركزي بالأمس لن يصدق المنظر المختلف تماما مساء اليوم .
نتمنى أن تواصل مواقع التواصل الاجتماعي نبش كافة انواع القصور في الخدمة المدنية حتى يتم لفت انظار المسئولين، لينزلوا الى المواطنين و يعلموا مدى معاناتهم ، بدلا عن الاعتماد على التقارير المحنطة بعطور النفاق و الأكاذيب .
البعض يخاف ولا يستحي