‫الرئيسية‬ آخر الأخبار اسطورة التمباك الذي جاء به حسين أحمد عماري الأزهري عام 1860 إلى دارفور من تمبكتو (1)
آخر الأخبار - رأي - أغسطس 11, 2021

اسطورة التمباك الذي جاء به حسين أحمد عماري الأزهري عام 1860 إلى دارفور من تمبكتو (1)

د. محمد عبدالله الريح :

أنا عادة لا أمارس السياسة بصورة عملية وخاصة بعد هذا الإستقطاب الحاد الذي قسم أهل السودان إلى فسطاطين كشقي موس الحلاقة – فسطاط الكيزان وفسطاط الذين يدوسون دوس . كل شق يجرح أغور من الثاني . وكيف يصالح الجرح السكين ؟ والدخول بينهما وخيم العواقب ولهذا ظللت على مزجر الكلب من الإقتراب من أيهما ولا أعلق على حديث الوزراء وقد أخذت درساً قاسياً بعد أن وجهت إنتقادا لوزير الشئون الدينية بعد أن أخظأ خطأ لا يليق بمكانته وهو يخاطب الناس من منبر عام. قيل للراحل أمين زكي لاعب الهلال الفذ – رحمه الله :
لماذا لا تترشح لرئاسة نادي الهلال ؟
– قال عشان بكرة يوروني رحط أمي ؟
وأنا بطبعي لست حيوانا سياسياً Political Animal ذا غرائز أشحذها في كل معركة لأدمي بها الخصوم وأجندلهم بها ، وسياسة السودان منذ أن قامت كان نهجها وديدنها المكائد والدسائس والمؤامرات وقد قال لي سياسي ضليع :
– يا ود الريح – علي الطلاق – نحنا مما قمنا يا بنتآمر يا بتآمروا علينا ..
في وداع إمرأة صينية كانت تتقلد منصبا هاما في شركة البترول الصينية كنت قد دعيت لحفل وداعها وقد قضت عشر سنوات في السودان ، سألتها عن إنطباعها عن السودان والسودانيين قالت لي :
– أنتم كأفراد ليس عليكم غبار ولكن عندكم مشكلة مستعصية إذا لم تتجاوزنها لا أعرف كيف ستنهضون :
الإحساس المتأصل عند كل منكم :
YOUR BOSS IS YOUR ENEMY
رئيسك هو عدوك
نحن عندنا ثقافة أن توجيهات رئيسك هي منزلة … أنا أنفذها بحذافيرها وفي هذه الحالة أنا أضمن أن توجيهاتي سينفذها الذين تحتي في هيراركية السلم الوظيفي بحذافيرها وإن كانت هناك ملاحظات (لاحظ ملاحظات وليست تحفظات) ترفع لي. هكذا يسير العمل عندنا … وهكذا نهضت الصين دون أي (دقداق).. كم دقداق وكم حفرة وكم مطب تقام يومياً داخل دولاب العمل التنفيذي والإداري ؟
قال الشاعر حافظ إبراهيم :
أنا لولا أن لي من أمتي خاذلا ما بت أشكو النوّبا
أمة قد فت في ساعدها بغضها الأهل وحب الغربا
تعشق الألقاب في غير العلا وتفدي بالنفوس الرتبا

وهكذا ترى إنني لا أقذف بنفسي في أتون حرب هي عبارة عن الإمساك بحلاقيم بعض CUT THROUGHT FIGHT .
ولهذا عندما عبرت عن رأيي في واقعة السفة والتمباك والتي ما كان لها أن تحدث أصلاً وسأوضحه لكم في هذه السلسلة من المقالات لتحكموا إن كنت أصلا شخص فارغ ليس لدي ما أفعله أو شخص موهوم وسافل ومنحط كما نعتني من قبل شيخ التفاف محمد مصطفى عبد القادر.

وموضوع التمباك شغلت به منذ زمن بعيد بصفته أحد المهددات الصحية والإجتماعية . أجريت عليه بعض البحوث واستقطبت فيه بعض الدراسات وعقدت له الندوات والسمينارات وطفت على عدد من أندية العاصمة والأقاليم ولم يمر يوم من الأيام العالمية لمحاربة التبغ سمعت به ولم أشارك فيه . وتضخم لدي الإحساس بأهمية التوعية خاصة بعد أن نقل إلي أحد طلابي أمراً خطيرا.

قال إنه إكتشف أن مديرة روضة أطفال في أحد أحياء شرق النيل (نقلنا ذلك للسلطات الصحية) لكي تهدئهم فإنها (تدردم) التمباك في شكل كرات صغيرة تضعها للأطفال خلف أذانهم فيصابون بخمول يجعلهم غير قادرين على (الشيطنة) وإثارة المتاعب . فحجم الأطفال صغير ودرجة إمتصاص أجسامهم للنيكوتين عالية . عندما يأتي أولياء أمور الأطفال لأخذهم تقوم الست المديرة بإزالة التمباك بقطعة مبلولة بكلونيا مما يجعل أولياء الأمور يحمدون للمديرة إنها تعقم أجسام الأطفال بمادة الكلونيا – المضادة للجراثيم.
وإلى الحلقة الثانية من هذه السلسلة

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …