فولكر… خارج البروتوكول
عمر عثمان :
إذا كانت هناك حسنة وحيدة في زيارة رئيس البعثة الأممية لولاية نهر فهي تلك المذكرة التي رتب لها وسلمها المجلس الثوري عطبرة للرجل سوى ذلك فالأمر لايتعدي كونه هرجلة ومواصلة للخرمجة التي ظلت تتبعها حكومة الولاية في جميع الزيارات السابقة من ترتيب مثل هذه الزيارات التي تأتي من المركز، التي تتخذ طابع السرية حتى اللحظات الأخيرة دون ترتيب وجدول زمني يحكمها.
لتأتي زيارة رئيس البعثة الأممية خارقة لكل البروتوكولات العالمية والمتعارف عليها، ضاربة بأبسط القواعد عرض الحائط والغريب في الامر ان هناك وفدا سبق الزيارة بأيام لترتيب ما يلزم ترتيبه مع حكومة الولاية (معدودة الأشخاص ومحدودة الأهواء )، فلا يعقل أن يمر الرئيس ووفده عبر وفده متجاوزا عاصمة الولاية حيث مقر الحكومة الذي تبعد سبعة أمتار عن السكة حديد إلى محطة عطبرة لتستقبله حكومة الولاية هناك لتعود مباشرة للاجتماع الرسمي به في نفس المقر الذي مر إلى جواره قبل نصف الساعة.
فتجاهل حكومة الولاية المستديم للحاضرة وهضم حقوقها أصبح ديدنها منذ فترة ليست بالقصيرة، وهذا لايهم كثيرا الان بقدر مايهم المبعوث الأممي الذي ارتضى أن يكسر البروتوكول ويستجيب لهوي من استقبلوه والحديث هنا ليس عن عطبرة شرارة الثورة الأولى ولا ثوارها الأحرار ولا نسوانها الحارات بل لمن أراد على الدوام أن يزج بعطبرة دوما في أحداث ليس لها فيها يد ويدفعها دفعا لاكتساب لاستعداء بقية محليات الولاية وان جاء ذلك مخالفا لكل القوانين والأعراف.
فكل إنسان الولاية كما الوطن يدين بالفضل لعطبرة في كثير من الأحداث والمواقف واحتياجاته اليومية ولكن البعض ظن أن تجاهله لبقية المحليات، يمكن أن يعطيها زخما لاتحتاجه ولا تعريفا لا يلزمها.
فالمبعوث الأممي جاء للوطن تسبقه الكثير من السيرة الطيبة والمعرفة والدراية بكل تضاريس الوطن وجغرافيته وديموغرافيته وتكويناته السياسية والقبلية والثقافية والاثنية ولا أظنه بجاهل بالبروتوكولات في مثل هذه الزيارات التي يفترض أن تكسبه لا أن تخصم منه خصوصا أن الولاية تحتاج لدعمه أكثر من غيرها من كثير من الولايات التي نالت حظها من الاعلام فإن حاول البعض لي عنق الحقيقة فيفترض به أن يصوبه وان كان مضيفه له شئ في نفسه تجاه الحاضرة فيفترض ألا يأتيه على هواه.
عموما تعتبر الزيارة امتحان أولى للرجل في رحلته شمالا وعلى ضوئها وضع انسان نهر النيل علامات استفهام للزيارة فالولاية ليست السكة حديد فقط ولا مثقافتية الجامعة ولا الذين تم اختيارهم بعناية للقائه بل ماعون كبير متعدد الثقافات والأديان والأعراق متباين المشكلات التي تتطلب معالجات خاصة وطريقة طرح خارج صندوق المكاتب والقاعات الفخيمة.
فالبعثة الأممية جاءت في المقام الأول لحفظ السلام وإفشاء ثقافته بين المجتمعات بالحفاظ على النسيج الاجتماعي فهلا خبروك بالدماء التي اريقت والأرواح التي أرهقت في الأسابيع القليلة الماضية في الولاية ومازالت نيرانها تحت الرماد؟ فاشاعة السلم في المجتمعات المحلية أولى من كل تنمية وان كان على رأسها السكة حديد التي نحب، فلا تنمية بلا سلام وأمن.
التحية للمجلس الثوري عطبرة الذي خطف القفاز من الجميع وسلم المبعوث مذكرته مكتوبه وليس أمامنا الا ان ننتظر نتائجها لنختبر مدى مصداقية الزيارة رغم تجاوزها للكثير والكثير جدا من الأمور المهمة حسب الترتيب.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …