لو عثرت بغلة في القيادة..
عمر عثمان :
طبيعي جدا أن يقوم البرهان وحميدتي ومن في نفسه خوف على مستقبله في ظل تسارع الخطى تجاه التحول المدني الذي بات وشيكا ومن لم يتحرك بدبابة حركته القضايا التي تهدد عرشه تحت زلزال لجنة التمكين، فتصاعد الاستهداف للحكومة المدنية والمدنيين في السلطة يعتبرونه قيدومة للانقضاض عليها ودق البروجي على آخر أنفاس الحكم المدني أو هكذا يحدثهم عقل الخوف.
فإذا سألتهم عن سبب انتقال ميسي عن ناديه التي ترعرع فيه في برشلونة إلى باريس لقالوا انهم المدنيين في السودان وخلافاتهم التي لاتنتهي فالترويج السالب للحكم المدني واتهام المدنيين بالضعف تارة وبالخلافات الداخلية تارة أخرى يعتبرونه مبرر كاف للذي هم فيه ممن ممارسات خاطئة وفساد لاتنكره عين، يتحدثون عن أزمة العلاج والغاز والخبز والمدنيين لم يورثوا غير أطلال مشروع الجزيرة وسكة جديد متهالكة ، بينما شركات الذهب وصادر الثروة الحيوانية والمحاصيل لاتورد الا في حساباتهم الخاصة، يصدرون الجنود للحرب وعائد أموالهم لا يعلم بها الا الله، بينما يجتهد المدنيين في كل بقاع الأرض يتسابقون على تحويل أموالهم لتغذية الخزينة العامة وهي طريحة غرفة الإنعاش.
يتصارعون فيما بينهم ويحركون الدبابات لأحداث انقلاب على المدنيين ويقولون ان السبب هم المدنيين، فهل يوجد عاقل يصدق ان تحرك العسكري تجاه العسكري سببه (مدني) فإذا كان المدنيين بهذه القوة والمكر التي تجعل العساكر العوبة في أياديهم لما استمر البرهان يوما واحدا ولا عاد حميدتي من الخلاء ولكن أخلاقهم وقيم الثورة تمنعهم من القيام بأي محاولة لسماع قهقهة السلاح في الشوارع، والا لما دخلوا ميدان القيادة حافي القدمين ملبين نداء الوطن، لايملكون سوى هتاف السلمية.
فقد نختلف مع سلك وودالفكي وسنهوري وحتى حمدوك نفسه لكن لن يأتي اليوم الذي نحمل السلاح عليهم فإن الذي يجمعنا مبادئ وقيم ودم شهداء، ويصل حد الخلاف المطالبة باعفائهم من مناصبهم ليستمر الحكم المدني ويعودوا هم أنفسهم لصفوف الجماهير وهتاف الشوارع لدفع عجلة الثورة للإمام، فلا قداسة لأسماء ولا عذر يبقى فاشل في منصبه وان تمسك به فإن الثورة قادرة على فك هذا الارتباط بينه والمنصب ولكن دون شهر سلاح.
اختلاف المدنيين طبيعي في سبيل البحث عن التجويد والاتيان بالأفضل لخدمة شعبه ودليل عافية للنهوض بلا طأطاة رؤوس أو طاعة عمياء، قد ترسم المحاور ماترسم وفق ما تشتهي وتحرك من ضعاف النفوس لتمرير أجندتها بما يحفظ لها وجودها على الواقع السوداني ولكن بكل تأكيد تصطدم هذه الطموحات والأحلام بشعب صلب وشارع شرس لا تعني استكانته، قبوله بهرطقات الانقلابات وتفويض العساكر، ولا يعني عدم رضاه بالواقع الاقتصادي والسياسي والأمني تقبله لأي محاولة تحيد الثورة عن مسارها وان اختطف هذا المسار فإن بكل تأكيد سيعود لجادة الطريق.
فشماعة فشل المدنيين وخلافاتهم التي يسوق لها حميدتي والبرهان، لن تكون مبررا للسماح لهم بالانقضاض على حكومة ثورة قامت من أجل اقتلاع رئيسهم السابق الذي تربوا على يديه وعاشوا تحت تعليماته، ثورة قامت من أجل إصلاح المؤسسة العسكرية شأنها شان اي مؤسسة من مؤسسات الدولة أصابها الخراب لثلاثة عقود وهذا الإصلاح يجب أن يبدأ بهما اولا، إذ لا يستقيم عقلا أن يبدأ الإصلاح من أسفل الهرم بينما الأمور أعلاه مازالت بنفس ملامح النظام البائد وشخوصه وتحالفاته الداخلية والخارجية، فما الجديد إذا كان المخلوع هو مبتدع فكرة إرسال الجنود لليمن وحميدتي نفسه قائدها ومازال هذا المد مستمرا، وما الجديد ان تنتقل صادرات الذهب وغيرها من شركات ال المخلوع إلى ال دقلو وبالمثل بالنسبة للبرهان الذي لم يستطع حتى اليوم أن يوحد القوات النظامية ويضع حدا للمليشيات التي كان يستخدمها المخلوع حربا وسلما.
فالواقع امس واليوم وغدا يقول إلا مبرر لمحاولات العسكر المتكررة للانقلاب يمكن أن يقدموه سوى شماعة المدنيين ولا مجال لفرض حالة الطوارئ واعلان عسكرة الدولة سوى غزو خارجي أو أنشاء حركات تمرد مسلحة تضرب الفاشر أو دنقلا أو القضارف كما كان يفعل السفاح عندما يضيق عليه الخناق داخليا، بأفتعال هجوم وهمي باسم حركات لا وجود لها على أرض الواقع، اما التفلتات الداخلية المصنوعة من نيقرز وعصابات وقطع طرق واغلاقها للمطالبة بالردة الثورية من قبل الفلول خارج إطار المعقول كما فعل ترك وقفز من قضية واحدة متعلقة بمسار الشرق إلى المطالبة بحكم الحكومة المدنية وتفويض العسكر وحل لجنة التمكين وهنا تكشفت النوايا ولاقت مطالب ترك هوى في نفس البرهان وحميدتي واشواقهم.
* أعضاء مجلس السيادة خلاف ود الفكي من المدنيين،، صحي النوم سلاااااام.
* لو عثرت بغلة في القيادة لقالوا لِم لمْ تسوي الطريق يا حمدوك.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …