دلالات ظهور قوش (المتهالك ) مع بعثة المريخ في مصر ..

بشرى احمد علي :

كرة القدم السودانية ليست بعيدة عن مسرح السياسة ، والمسألة لم تعد مباراة كما يسميها الناس هلال ومريخ ، بل أن الأطراف الحاكمة نقلت نشاطها إلى هذه الشريحة الحساسة وهي تحويل الفرق الرياضية إلى طاولة علاقات عامة للنفاذ إلى المجتمع السوداني بحكم أن كرة القدم لها جماهير لا يُستهان بهم ..
وما حدث مع الفريق صلاح قوش ليس هو زيارة عادية لبعثة فريق المريخ ، أومحاولة للفصل ما بين هو رياضي وما هو سياسي ، فمصر تضع قيوداً على الذين تستضيفهم على أراضيها ولا تسمح لهم بممارسة اي نوع من النشاط ، والفريق الرياضي (الزائر ) يعرف تماماً أن قوش قاتل ومجرم والدعم المعنوي المرجو من قاتل وفاسد لا فائدة منه ولا يشرف فريق المريخ ، ولكن قرار الزيارة كان بيد الإدارة والتي هي تجنح للسياسة أكثر من الرياضة ، والجنرال قوش ذهب ليس من أجل دعم بعثة المريخ والإطمئنان على وضع الفريق ، بل ذهب بتنسيق مصري سوداني لتهيئة عودته للسودان ، وذهب وهو يبحث عن مكان لنفسه ويبني قارب العودة …
يقوم قادة الإنقلاب الآن بعدة مراجعات ، وبحكم أن كل رجال البشير قد عادوا إلى مناصبهم في البنوك والمالية والإعلام ..فما المانع من عودة الجنرال قوش ؟؟
فهو يعتبر محسوباً على البرهان وعلى خلاف كبير مع حميدتي وجبريل إبراهيم ، كما أن الرتب الصغيرة في جهاز الأمن السابق كانت تثق في الجنرال قوش وتدين له بالولاء ..
ولذلك لن نستغرب إذا عاد إلى السودان ، ولكن المسرح السياسي لم يعد مهيأ لهذه العودة ، وحتى الآن تُعتبر الثورة السودانية مستمرة ولا يريد الجنرال قوش أن يعيش محنة موت مرتين ، ولكن ربما السلطات المصرية تضايقت من وجوده ,اصبحت تفكر في التخلص منه ، فهو علق في مصر عندما كان هو وأسرته في طريقهم للولايات المتحدة ولكن صدر أمر أمريكي تقرر بموجبه حظر دخوله للولايات المتحدة هو وأسرته ، ولذلك ظل الفريق صلاح قوش عالقاً منذ ذلك الحين ، وبذلك يريد الإنقلابيون أن يجمعوا كل الشياطين من حقبة البشير وحتى الذين إنضموا إليهم بع ذلك لتوجيه حرابهم نحو الشعب السوداني .
لكن بالنظر للصورة ، أود أن أذكر الكيزان أن معركتهم أصبحت مع الدهر والصحة وليست مع الثوار الشباب الذين يسقطون في كل يوم من أجل الحرية والتغيير ، فقد نالت السنين من الكيزان وأصبحوا مثل خيال المآتة ، وهم الآن موتى ولكنهم لا زالوا يتحدون الزمن ويحلمون بالعودة لمارسة القتل والفساد.