
هواء طلق … عزل الكيزان اجتماعيا .. لماذا ؟
فتحي البحيري:
ما ظهر للناس من عوار عتاة الكيزان فيما يتعلق باثنتين من أمهات المسائل ..عدم احترام التنوع وعدم احترام الدين نفسه ذلك الذي يستخدمونه وسيلة للتسلط على الناس وأكل مواردهم بالباطل ليس هو مشكلتهم الكبرى .. مشكلتهم الكبرى هي التواطؤ على هدر وانتهاك الحق في الحياة ذلك الذي كان واضحا قبل وصولهم للسلطة وفور وصولهم لها مرورا بالسخاء اللامتناهي بأرواح مئات الآلاف في دارفور وجبال النوبة وغيرها وليس انتهاءا بمجزرة 3 يونيو ..كل هذا السلوك نتج في تقديري عن ان الكوز لا يعترف بحق الإنسان في الحياة من حيث المبدأ .. ناهيك عن بقية الحقوق التي تنبني عليه وهذا لعمري هو أقوى سبب بوجوب عزلهم اجتماعيا ولو كانوا ذوي قربى
“شيخ فلان لو قال لي اديك طلقة ما ح اسألوا السبب شنو!!” لو لم يكن لدينا من حجة سوى هذه الجملة المشهورة بينهم أكبر من شهرة التهليل والتكبير المزيفين المفرغين من معانيهما القدسية تمام الافراغ لكفتنا كفاية شديدة عن تدبيج مئات المقالات في اثبات اصالة عدم اعترافهم المبدئي بالحق في الحياة .. لكن تلك المقالات المئات تأبى الا أن تطل برأس من خبر القوم وخبر مكرهم المنهجي ووضاعتهم المطبوعة وميلهم اللانهائي للضرر والإضرار حتى بأنفسهم او الوالدين او الأقربين .
يمكنك مثلا أن تتخيل مجموعة من الذين جمعهم جامع .. أي جامع … لا شك انه سوف تنشأ بينهم درجة من درجات الود والوفاء والإخلاص تمنعهم من ان يغدر بعضهم بعضا او يخونه. .. ناهيك عن ان يخذله او يقتله بلا ذنب جناه وبلا أدنى مسوغ ديني او أخلاقي او حتى سياسي مقبول .. لكن من جمعهم جامع الكوزنة يفعلون ذلك بأنفسهم “عادي جدا” وببعضهم بعضا دون أن يرف لهم جفن .
الامثلة المعلومة التي تبرهن صحة ما سبق كثيرة جدا وهي مبذولة للبحث والتفصي .. نورد فيما يلي بعضا منها
في أقوال الترابي في برنامج شاهد على العصر ذكر أن قرارا صدر من قيادات الكيزان بالتخلص من وتصفية كل السودانيين الذين تمت الاستعانة بهم في محاولة اغتيال حسني مبارك الفاشلة .. وهؤلاء المقصودين هم من طبع من قدامى الكيزان وخلصهم .. فتامل كيف انك ستكون معرضا للقتل لمجرد انك كنت مخلصا في القيام بواجبك في مهمة تنظيمية لان الفشل جاءها من باب اخر سوى بابك ؟
سيقول لك البعض ان تلك حالة أمنية بالغة الخصوصية لا تصلح للقياس عليها وربما قال البعض ان الترابي كان يكذب من باب الكيد السياسي لتلاميذه الذين اصبحوا الد اعدائه بسبب التنازع على السلطة حصريا .. لكن “صدقه” في هذه “الحتة” بالذات له مئة الف شاهد ولم يات اعتراف الترابي الا كتحصيل حاصل لها … كما ان “الحق في الحياة” هو هو .. فإن كنت ابصم بانتمائي لهذا لتنظيم بهدر هذا الحق المقدس لنفسي .. ولمن انتمى معي إليه .. فكيف سأكون جديرا باحترام هذا الحق لمن اختار ان لا ينتمي … ناهيك عمن ناصب تنظيمي الوهمي المعبود من دون الله هذا النقد والمعارضة؟
معلومة ان الكيزان قتلوا طبيبا رفض انقلابهم الإجرامي القديم في 1989 بدق مسمار في رأسه وهو قيد الاعتقال مبذولة لمن أراد التقصي والتحقق وكذلك معلومة أنهم قتلوا كوزا اخصاءا لا لذنب جناه سوى انه رفض انقلابهم الظاهري على نفسهم وشيخهم .. ليس هذا وحسب … مكافأة نهاية خدمة الكوز الذي أحضر البشير من ميوم للقصر الجمهوري ليقوم باستلام السلطة كانت إفراغ عدة رصاصات في جمجمته أمام أطفاله لأنه بات بشكل فيما بعد خطرا على هذه السلطة … هذا غير ما يدور عن حوادث الطائرات والسيارات التي أودت بحياة هذا الكوز او ذاك او ذلك وكيف انها تمت مع سبق الإصرار والترصد وغير من يتم التخلص منهم في العمليات اما لأنهم مزعجين او مخالفين وأما لأنهم جرحى يعوقون في تقديراتهم تقدم القوات او انسحابها مما يندى له الجبين من الممارسات التي لا تنسجم مع الفطرة السليمة ناهيك عن محض التقوى والدين والأخلاق والتحضر
الشواهد في هذا الباب لن تنتهي والخلاصة أن هذه كلها ليست هي المشكلة فيما يتعلق بالإجابة على سؤال العنوان أعلاه ..المشكلة أننا لم نسمع او نقرأ على كثرة ما تحدث كيزان وكتبوا انتقادا او تبرؤا فرديا او جماعيا من هذه الظاهرة الكيزانية المضطردة المقززة .. وهنا مربط الفرس
كيف نأمن لمن يحمل عقيدة تنظيمية هذه بعض نتاجاتها ان يكون موجودا وسط بسيطين وابرياء وعلى نياتهم يسرح ويمرح ليل نهار؟ اتقوا الله في سودان الله يا ناس الله
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












