الكرم النخوة الشجاعة والتواضع ليسوا حكرا على شعب بعينه
شوقي بدري:
ذهبت مشاركا الجالية السودانية في عاصمة اسكندنافية في كوبنهاجن . انشرح قلبي لرؤية الكثير من السودانيين بعضهم من الزمن السحيق عندما اتينا لاسكندنافية ونحن في بداية الشباب . بعضهن سيدات في العقد الرابع من عمرهن ولهن اطفال قد شبوا عن الطوق ، وكمية ضخمة من الاطفال .
شرف الحفل دنماركي عجوز أتى في الوقت المحدد بالشوكة والشنكار على عكس السودانيين الذين لا يتقيدون بالوقت . كان هنالك دنماركي لطيف اتى متأخرا ومن المؤكد انه قد تعلم من زوجته السودانية الحسناء . افتتح الحفل رئيس الجالية الدكتور عبد الله على والذي مثل دكتور الياس يصغرني في السن وحتى الاخ رئيس الجالية السابق حسن الكبتن يصغرني سنا . اقول انني تشرفت بأن اكون الاكير سنا !! تم تقديم الدنماركي البسيط المتواضع ،، يورقن كارديل ،،. زغردت النساء وصفق الرجال وتهلل وجه يورقن عنما قدم له اكليلا من الزهور . قبل افتتاح الحفل كان السيد كارديل يتواصل مع الجميع خاصة الاطفال بحميمية وحب . كان يجلس بجاني الابن ،، عمر جديد ،، ويتناقشان ويتندران ، ويبدوا انهم في صداقة حميمة .
اتى الطعام السوداني مصحوبا بنوعين من الكسرة السودانية والاثيوبية وكل ما لذ وطاب من لحوم حمراء فراخ طعمية وملاحين احدهم رجلة كاربة . وكعادة الاوربيين عندما تتم دعوتهم الى مأدبة ان يبلوا جيدا ولا يخيبون توقعات المضيف . لم يخيب الخواجة العجوز املنا واعاد الكرة اكثر من مرة .وهو في تواصل وبهجة مع الابن عمر جديد والآخرين .
اردت أن اعرف لغز الخواجة العجوز الذي اعجب بالبسبوسة الكنافة والحلويات السودانية , عرفت من الابن عمار خالد وعمر جديد فيما بعد قصة الحواجة العجوز الذي هو محامي مشهور ومعروف في الدنمارك .
الابن عمر جديد كما عرفت شغال في شركة بتاعة آي تي ومن العادة أن يتصل الزبائب طالبين المساعدة وفي بعض الاحيان يذهب الابن عمر جديد الى الزبون في منزله . ساقته الصدفة الى منزل كبير فخم والذي هو منزل المحامي يورقن كارديل . منذ البداية اظهر الخواجة ترحيبا ولطفا. ادى التواصل لأن يعرف الخواجة أن عمر من السودان الخ . عرف عمر أن الخواجة العجوز محامي كبير . وانتهى الامر بأن طلب عمر مساعدة الخواجة لأن الجالية قد تلقت خطابا من محامي يمثل المالك لمبنى الجالية يطالبهم فيه بمبلغ محترم وقد تعود المالك ارسال طلبات مختلفة مطالبا بزيادات ، كانت الجالية تتحملها . المرة الاخيرة وصل الامر الى القضاء .
تبرع الخواجة بمساعدة الجالية . عندما اخبره الابن عمر جديد بانه سيحضر له كل الاوراق ، عرف أن المحامي بعد الحصول على رقم الفايل رقم القضية الخطاب الخ ، ففي امكانه أن يطلع على كل المعلومات بصفته محامي مسجل . بعد الاطلاع على القضية عن طريق الانترنت . قام المحامي بالاتصال بالمحامي الذي يمثل صاحب العقار . المحامي اراد أن يعرف سبب تدخل السيد يورقن كارديل وعندما سمع بالاسم استفسر اذا هو يورقن كارديل المحامي المشهور؟ صدم المحامي عندما عرف أن المحامي المشهور يمثل الجالية في تلك القضية البسيطة .
المحامي كارديل عرف أن صاحب الملك هو ،، صنايعي ،، يسكن في فلة تلاصق مبنى الجالية وييدو انه كان ورشة كبيرة تم تحويله الى قاعة مناسبة بمطبخ حمامات الخ. وكان طيلة المدة يجبر الجالية على دفع فاتورة كهرباء تدفئة تخص المسكنين لأن العداد مشترك . كما كان يحمل الجالية فواتيرا غير صحيحة . وعندما عرف المحامي الآخر بحقيقة أن موكله لص بلا اخلاق وأن محاميا من الفطاحلة يمثل الجالية انسحب معتذرا . توصل المحامي يورقن كارديل لتسوية جعلت الجالية تتوقف من دفع اى اجار لمدة ليست بالقصيرة، وكسبت الجالية السودانية عضوا جديدا .
في الفترة الاخيرة كنت اسمع اشياء سخيفة من من اتى اخيرا وبعضهم يدين المسيحيين والكفار الاسكندنافيين الذين لا يعرفون الرحمة . الادب التخوة الشجاعة والعدل . احدهم قبل فترة قصيرة كان يتكلم عن النساء السويدبيات اللائي لا يعرفن العشرة !! وكان يقول هذا امام رجال لهم اسر سعيدة وزوجات سويديات . سألته عن زوجته السويدية الاخيرة ووضح انه لم يتعرف حتى بسيدة سويدية . رجل آخر قبل اسبوعين تكلم عن السويديين بأنهم قذرون لا يعرفون النظافة والعكس هو الصحيح . والغريبة هو أن هؤلاء لم يتلقوا دعوة من السويديين للحضور الى السويد , ويمكنهم المغادرة بدلا عن الشكوى المريرة كل الوقت .
نصيحتي دائما لمن يريد أن بشتري سيارة مستعملة تلفزيون مستعمل تصليح سيارة شراء معدات الاكترونية كهربائية خضار أن يدفعوا اكثر قليلا وان يتعاملوا مع السويديين لأنهم امناء والاغلبية فيما عدى من تأثر بالعرب والاجانب لا يغشون . الشرف والامانة ليسا بحكر على امة واحدة .
قصة المحامي كارديل الدنماركي ذكرتني بقصة المحامي احمد خير . احمد محمد خير المحامي كان من اشهر المحامين في السودان تميز بشلوخ الشايقية على خديه . كان رائعا في الكلام الكتابة الخطابة بالعربية والانجليزية . ارتبط اسمه بفكرة تأسيس نادي الخريجين والذي صار الحاضنة للاحزاب والتحركات السياسية في السودان . كانت اسرته من مريدي الطريقة الهندية وهو خال السياسي ووزير مالية الديمقراطية الثانية الشريف حسين الهندي .
اضطر والده واسرته مغادرة العاصمة بعد انتصار المهدي واستهداف بقية الطرق الصوفية خاصة الكبيرة منها ، كما اوقف التعامل بالمذاهب الاربعة الخ . ارتبطوا بسنجة عبد الله بعيدا عن سطوة المهدية المتشددة ،ثم سكنوا في مدني .
تم اختيارة بواسطة حكومة عبود العسكرية كوزير للخارجية . اعتبر وقتها من أحسن وزراء الخارجية في العالم .
اختلف صاحب دكان في سنجة مع المحامي عبدالغفار من صغار المحامين الذي كان يستاجر الدكان كمكتب . رفض المحامي اخلاء الدكان وبدا في ممارسة حيل بعض المحامين في التسويف وتأخير الجلسات. اراد المالك الاستعانة بمحامي آخر في سنجة الا انهم رفضوا مواجهة زميل لهم . ذهب المالك الى مدني ولم يجد محاميا لمساعدته . ذهب الى الخرطوم ولم يجد محاميا على استعداد للاهتمام بقضية ،، كنيتين ،، في سنجا عبد الله . ذهب الرجل الى المحكمة وبدا في الصياح باكيا على العدالة التي ضاعت لغياب المحامي الذي يريد مساعدته وضياع حق المواطن . تزامن هذا مع وجود المحامي احمد خير. استفسر عن القضية ، سأل عن زمان انعقاد جلسة المحكمة ووعد بالحضور الى سنجا . وفي يوم المحكمة اندهش الجميع لحضور احمد خير المحامي المشهور . أذكر أن مجلة المصور المصرية قد نشرت له صورة وهو جالس ببساطة على السجادة في صالونه في بداية الستينات .
سأل المحامي عبدالغفار عن غرابة حضور رجل في مقام احمد خير المحامي لقضية كنيتين في سنجا . رد العملاق الذي كان يراقب امتحانات المقدمين لوزارة الخارجية ويقوم بالمعاينة للناجحين الخ . انه ليس في سنجة بخصوص الكنيتين فقط . انه يدافع عن العدالة وكما يريد أن يعيد ثقة الناس بالعدالة .
انتفض المحامي عبدالغفار وطلب من القاضي أن يحكم لصالح المالك وانه متنازل عن الدكان حفاظا على العدالة واكراما لحضور الرجل الكبير من الخرطوم . وقدم المحامي المفتاح الى المالك الذي ارجعه الى المحامي قائلا أن في امكانه أن يستمر في الدكان الى الابد ، لانه استعاد ثقته بالعدالة واحتراما للرجل الكبير الذي ترك عمله وتكبد مشاق السفر بدون مقابل مادي .
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …