ذكرى الرحيل الموجع

محمد التاج مصطفى:

ذكريات الامس لاحت ها هنا في مرقدي ولم تمض بعد وظلت وستظل باقية برغم مرور ثمانية عشر سنة على الرحيل ، هي ليست ذكريات عابرة بل هي تفاصيل حياته بيننا بكل معانيها الجميلة وايقاعاتها المتميزة ، رحل ورحلت معه كل ايام الفرح الجميل والألق المتوهج وبقي الصدى يتردد في أرجاء المنزل الغفر الا من استغفار وتوبة وترحم ..سيرة ابي رغم مرور السنوات هي سيرتنا الوحيدة وانسنا الحزين وعبرتنا المخنوقة ودموعنا الطافرة تتبع القصص والحكايات والمواقف التي خلفها لنا تلخيصا لحياة نابضة بكل معاني القيم النبيلة والإنسانية الحقة التي تجلت في كل لحظة من لحظات حياته الثرة والغنية ، لم يكن مغنيا راقيا متميزا فحسب ولم يشأ أن يكون كذلك بل كان واحدا من نماذج الإنسان السوداني الذي كسته تعاليم ديننا القيم والأخلاق والشجاعة والاقدام والاباء ، يكفيه أنه رحل عنا وهو يختلي بالقران صديقا وحبيبا ونسأله أن يكون شفيعا له يوم الحق العظيم ، ونسأل الله الكريم في هذه الأيام المباركة أن يغفر له ويرحمه ويجعل نزله الجنة مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا أنه السميع المجيب .