(قلبي همالو) وليست قلبي هام مالو

عبد المنعم أبو صلاح:

وقصة القصيدة التي كانت ملهمتها .. (الفريع) حسناء ود الزاكي كتبها الوالد ابوصلاح بمدينة ود الزاكي وداخل البابور حيث كان متجها لجنوب السودان في رحلة عمل نهرية وتوقفت بهم البابور في محطة ود الزاكي التي كانت مولد هذه الدره حيث شاهد بعض الحسان على ضفة النهر يملؤون القرب من مياه النيل فستوقفته احداهن وكانت اكثرهن جمالاً فتحدث معها وبدأ يسألها عن طبيعة المنطقة والعادات والتقاليد فأخبرته بأنهم يسكنون في ضواحي ود الزاكى ويأتون يومياً لأخذ المياه بما يكفيهم لقضاء استهلاكهن اليومي واستغرق الحديث بعض السويعات فسمع صوت احدى صديقاتها تناديها يلاكي النمشي خلاص يا (الفريع) عبينا المويه فتعرف على اسمها وفي تلك السويعات اطلق البابور صافرته معلنا الانطلاق من تلك المحطة متجها للجنوب فرسم ابوصلاح هذا المشهد في هذه الكلمات وضمن اسمها بمزجه للمفرده وكأنه يرسم ذاك المشهد في لوحة شعرية يافريع ياسمين متكي في رمالو وهذه صورة لاتكاءتها في الرمال وهي تعبى الماء من النيل فهي قلبي همالو خديدك وجمالو أي هم الفراق وليس هام مالو معنى الهيام كما يتداولها البعض وقولي عاشقك وين ضاعت امالو معذب بي هواك مالو وفعلاً بعد أن غادر تلك المحطة ضاعت آمال اللقاء مرة أخرى هكذا كانو يصورو لنا المشاهد الصادقة والعفيفة في لوحات شعرية شكلت وجدان الشعب السوداني وظلت وستظل تتوارث لجيل بعد جيل .

قـلبي هـمالو خـديدك وجـمالو
مـعذب فـي هـواك مـالو

بـدرى حـسنك لاح والـقلوب مالو
بي هواك وشوق قلبي عمالو

يافريع ياسمين متكي في رمالو
قولي عاشقك وين ضاعت آمالو

شـعرو حـاكا الـليل وحاجبه هلالو
فر بسمو نغيم والبروق لألو

مـافي مـانع لـو قتلى حلالو
يفدى جوز تفاح صدرو لولالو

الشادن المكحول قلبي يصبالو
أخشى من لحظو ومن رمي نبالو

كـم جـريح اسهام عينو ضاربالو
وبيها لايدري ولا علي بالو

الـجوهر الـفردي الـما إتلقي مثالو
ليهو قلبي يلين وقلبو يقسالو

حبو صبحني وحسنو مسالو
غير وسيم خدو دموعي ماسالو

خصرو ناحل زاد جسمي إنحالو
طرفو ناعس نام وطرفي يصحالو

الـفريع السيل دمـعي سحالو
يانسيم أرجوك شوفو كيف حالو

فـي الـنجوم مرفوع مجدو يبنالو
بين سماك أعزل حظي مانالو