
التسوية الفوقية تعميق للأزمة
معتصم اقرع:
في ثلاثة أعوام زهد تحالف قحت عن الشارع ويمم قلبه تجاه مراضاة الجنرالات والميليشيات والخارج فما كان من الشارع الا ان سحب دعمه عن قحت رويدا رويدا حتى انكشف ظهرها وبدت كهرة منزوعة الاسنان لا يهابها فأر ولا فارة وصعب على قادتها التواجد في أوساط الجماهير وأرقتهم هتافات بي كم بي كم بعتو الدم.
وكانت الطامة الثانية هي اتفاق نوفمبر لتعويم الانقلاب بعيدا عن رغبة الشارع فأنتحر به آخر تكنوقراط قحت بأمر الشعب.
الدرس الواضح هو ان أي تسوية سياسية لا تحظي بقبول واسع من الأجسام القاعدية التي توالدت خيرا وبركة سوف ينتهي بتعميق عزلة التنظيمات السياسية عن الشارع وفي هذا انتحار لا يترك للتنظيمات السياسية المدنية من قاعدة تستند عليها سوي بندق الجنرالات واوامر الخارج المتعالي وفي هذا تعميق للازمة السياسية الضاربة والمزيد من تشتت الأحزاب عن جماهيرها.
الديمقراطية وفطنة حفظ النوع السياسي تستوجب علي من يبحث عن تسوية ان يسوقها أولا للشارع ويقنعه بجدواها ويشركه في صنع تفاصيلها وبعد ذلك يتوجه ببنودها – مستقويا بالشعب – صوب العسكر ووسطاء الخارج.
أما اتفاقات الغرف المظلمة فاقدة الشفافية فهي وصاية من جهات لا تملك ولم يفوضها شعبها المعزولة عن نبضه وهكذا ستفاقم الاستقطاب الخانق.
أي محاولة لتسوية تفتقد الشفافية ولا تتمتع بقبول شعبي واسع لا تعدو ان تكون حماقة مؤقتة تغرس خنجرا جديدا في قلب وحدة المجتمع السياسي السوداني.
استمرار الوضع الراهن وأزمة جماعة تسعة طويلة الحاكمة خير من أي صفقة معزولة شعبيا ببساطة لان دوام الأحوال من المحال وغدا سوف تبرز تفاعلات جديدة تغير من موازين القوة ومن الأفضل للوطن ان تستقبلها الأحزاب في لحمة مع شعبها بدلا من استقبالها وهي في حضن طغاة يصوبون بنادقهم نحو أرواح الشعب ومعاشه.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












