هواء طلق .. مقاطعة عناصر الانقلابيين والكيزان اجتماعيا . القضارف نموذجا

فتحي البحيري:

دعونا في مقال سابق إلى مقاطعة الكيزان اجتماعيا واوضحنا ان أقوى دواعي ودوافع هذه المقاطعة هي استهتار هؤلاء بحقنا في الحياة .. بل وحق زملائهم في التنظيم أيضا وأنه ليس من الحكمة ولا من الإنسانية ابدا ان نترك من هم على هذه الشاكلة يصولون ويجولون وسط الناس يبثون سموم هذا الاستخفاف المدمر.

في الأيام الماضية تم تداول أخبار عن دعوة لجان المقاومة بالقضارف للناس بمقاطعة عناصر الاستخبارات العسكرية وذلك لتكرار مخالفة هؤلاء للقانون ولطبيعة وظيفتهم وانشغالهم بملاحقة الثوار والتضييق عليهم .. والاحترام المبدئي للمؤسسة العسكرية موجود ومتوفر لدى هؤلاء الثوار الا ان هذه الدعوة تظل فعلا مشروعا للدفاع عن النفس في ظل الزخم الثوري المتصاعد ويمكن النظر إليها باعتبارها تطبيقا عمليا جزئيا للدعوة الكلية بمقاطعة الكيزان مع اعادة تعريف الاخيرة بانها دعوة لمقاطعة الكيزان والانقلابيين على الرغم من ان ما حدث ويحدث في القضارف لا علاقة له بذلك المقال لا من قريب ولا من بعيد .. وربما كانت الضرورة الثورية الحتمية والناتجة عن التفاعل اليومي مع الاحداث هي التي اوجدت هذا لتخاطر وهذه المصادفة

ما يعنينا هنا هو ان دعوة لمقاطعة الاجتماعية في القضارف هي تجربة قابلة للنسخ والتكرار في دوائر أخرى ومناطق أخرى وصولا إلى تطبيق الفكرة بطول وعرض البلاد
غني عن القول ان هذه المقاطعة ليس مقصودا بها الأشخاص في حد ذاتهم وإنما مواقفهم تجاه المجتمع واضرارهم به ومتى ما تغيرت هذه المواقف تغير الأمر بشأنهم
ستجد مراحل التطبيق هذه مقاومة وممانعة دون شك من بعض شرائح المجتمع ولكن الثورة قادرة باذن الله على تصحيح المفاهيم والممارسات مع الوقت ولا عدوان إلا على الظالمين