العلاقات الأسرية

ريم عثمان:

كتابات حرة
الأسرة هي اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع ومن دون صلاحها وقوتها لا يمكن للمجتمع أن ينهض، والمجتمع المتوازن القوي هو من سيخرج لينا أبناء نستطيع التعويل عليهم في تنفيذ كل الخطط والمشاريع المعنية بنهضته.
ومع كل الضغوطات التي تمر بها البلاد نحتاج أكثر لانفتاح أفرادها على بعضهم البعض، وترابطهم والتغاضي عن كل ما قد يقود لخلاف، الظرف قاسي لكن وجود أفراد الأسرة من حولك سيخفف كثيراً مادياً ومعنوياً فأحرصوا على ذلك.
لنجتهد في إسعاد أنفسنا عبر التغاضي عن النظر لنصف الكوب الفارغ، ولو كان هذا النصف يواصل تمدده ليملأ الكوب، طالما لا زلنا علي قيد الحياة فلابد من انتهاج كل السبل لنعيشها بأريحية وسعادة ما استطعنا، مثلا قطوعات الكهرباء لها سوالبها، لكنها أعادت لنا جلسات الأنس مع الآخريين فالكل بات يهرب من شدة الحرارة بالبحث عن بعض البرودة بالخارج وصار الشارع تجمعاً لطيفاً يضم الجميع، لكن المؤسف هو لجوء الشباب للسباحة في البحر، الأمر الذي حصد أرواح الكثير من الشباب في هذا الشهر الفضيل.
الدور المادي للأسرة لا يقل أهمية عن الدور المعنوي والحاجة إليه أكبر، والأسرة هنا لا تعني فقط المترابطين بالدم، بل يكبر المعني ليشمل كل المجموعات التي تنتمي لكيان، أسرة الحي، أسرة العمل، وهكذا.
الايجابية تكمن في البحث عن الأشياء التي تقود للأمام، وتقوية أواصر الترابط بين الأسر يجعل ذلك هيناً، الظروف الاقتصادية المتشابهة تسهل التفاهم بين الناس في بعض الأمور التي أضحت صعبة للغاية لمحدودي الدخل، لكن ومع تساوي الغالبية في ذلك لنجرب العودة للبساطة في التعاطي مع هكذا قضايا، وسنقدر فالجميع يبحث عن منفذ ولو صغير للعودة للحياة المريحة، نتقاسم اللقمة ونلتحف الأرض سوياً ونتشارك الأشياء، ستسهل علينا الحياة ونحن معاً وإن سقطت أحدنا فسيرفعه الآخرون ويسندوه ليواصل المشوار.
الوضع الآن يستدعي أن نقوي أواصر تواصلنا الاجتماعي وسند بعضنا البعض والبعد عن كل ما يعقد الحياة أكثر، فلنستغل ذلك في التمتع بمؤانسة من حولنا وصنع واقع أجمل ما استطعنا.
نتمنى أن يكتب الله للبلاد كل الخير وتتجاوز كل هذه الصعاب ويأتي الرخاء ليجدنا قد قادرين بتماسكنا علي قيادتها للأمام.