هواء طلق. . إلى الذين يتحدثون عن (دعم سريع) غير شرير … إنكم تقتلوننا

فتحي البحيري:

حتى بعد المجازر البشعة الأخيرة في كرينك والجنينة لا يزال البعض يتحدث ببراءة بجسده عليها الأطفال والياسمين والملائكة ان مليشيات الدعم السريع هي عبارة عن طرف يمثل الدولة ويحفظ النظام وليست الطرف الذي يبادر بالقتل والابادة والعدوان وإذا حاججت هذا البعض بما حدث ويحدث بالفعل على الأرض اتهمك بمجانية عظيمة انك انما تنحاز الى احد طرفي النزاع القبلي هناك فاذا قلت له انه ليس صراعا قبليا بين مكونات محلية وأنه قد ثبت اشتراك أجانب كثيرين في صفوف الدعم السريع طفق يجدثك عن انه لا يجب النفخ في نار الفتنة والحرب الأهلية لأنها اذا اندلعت فلن تبقى ولن تذر .. فعند هذا البعض لم تندلع الحرب بعد .. حتى بعد كل هذا القتل وهذه الإبادة المنهجية في دارفور وفي سائر أنحاء السودان والتي تشارك فيها بشكل رئيسي قوات الدعم السريع التي اعطتها اتفاقية ولد لباد السابقة الحق في تمويل مرتزقتها الاجانب في معظمهم من جيوبنا نحن جميعا كسودانيين ويعلم الله وحده ماذا ستعطيها اتفاقية ولد لباد اللاحقة!

والحمد لله ان البعض الآخر يدافع بشكل مختلف حيث يقول ان قوات الدعم السريع وبعد إنضمام كميات كبيرة من المقاتلين القادمين من مختلف دول غرب افريقيا اليها مؤخرا .. باتت خارج سيطرة الاخوين دقلو بهذه الدرجة او تلك .. يريد بذلك ان لا نجنح الى تحميلهما مسؤولية ما حدث في كرينك والجنينة مؤخرا وهذا دفاع مردود عليه طبعا .. لكنه يؤكد من حيث لم يدر أن الدعم لتسريع صار كينونة أشد سوءا من ذي قبل وأنه يجب حلها وتفكيكها بأشد وأسرع مما كنا نظن.

ولسوء حظ هذه الابعاض المدافعة عن مليشيا الدعم السريع فان الاحداث تزامنت مع اعتراف بعض منسوبي القوات المسلحة ان هذه المليشيا قد قامت بفض اعتصام القيادة العامة في مثل هذه الايام من شهر رمضان المبارك قبل ثلاثة اعوام وان كل ضابط وكل جندي يعرف هذه الحقيقة التي يحاول المدافعون عن مليشيات الدعم السريع ان دفنوا رؤوسهم ورؤوسنا عنها في رمال النسيان المستحيل.
كفوا عن قتلنا يا هؤلاء .. كفوا عن التبرير لمن قتلنا بالأمس ويقتلنا اليوم وسيقتلنا لا محالة غدا ان نحن تركناه وتركناكم تعيثون كل هذا الفساد في القول والفعل والشهادة.