الخوارج وعرقلة وحدة قوى الثورة
الفاتح حسين:
ان وصف الباشمهندس خالد عمر يوسف القيادي بحزب المؤتمر السوداني وما يسمى بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، والوزير السابق في حكومة محاصصات ومسارات التسوية السابقة، لمن يرى انهم يعرقلون وحدة قوى الثورة (بالخوارج) غير انه شبيه بخطاب جماعات الاسلام السياسي والهوس الديني قديما وحديثا ضد خصومهم السياسيين والذي دائماً ما يكون الخطوة الأولى نحو تكفيرهم ومن ثم تأتي الخطوات التالية (لازم يعزلوا) ثم اباحة دماءهم وأموالهم الي آخر ما تفعله تلك الجماعات.
غير هذا، فان مثل هذا الخطاب هو قفز على الحقائق وتجنب للنقد والنقد الذاتي لتجربة الشراكة البائسة بمحاصصاتها ومساراتها وتفتيتها لقوى الثورة وتآمرها على حلفاءها والأهم من هذا وذاك فشلها في تحقيق أدنى مطالب ثورة ديسمبر المجيدة، مما سهل لأعداءها الحقيقين برهان وحميدتي وجنودها وبقية اللجنة الأمنية للبشير ونظامه الانقضاض عليها مرة أخرى.
انهم يهربون من حقيقية ان مواقفهم هي المعرقل الحقيقي لوحدة قوى الثورة لمفارقتهم لتطلعات الجماهير، لأنهم لم يستمعوا لصوتها عندما خرجت في المسيرات من اجل تحقيق مطالب الثورة واستكمال مهامها وهياكلها واصلاح مسارها، حتى انقضت عليها اللجنة الأمنية مرة ثانية، انهم لم يقتنعوا حتى هذه اللحظة بأن خط الجماهير هو ألا تفاوض ولا شراكة ولا مساومة مع اللجنة الأمنية، لأنهم حتى هذه اللحظة على يقين بأن لا طريق سوى التفاوض مع اللجنة الأمنية، لأنهم فقط يريدون استبدال بعض الاشخاص فيها بآخرين ، ليسهل لهم الوصول لتسوية ثانية معها دون تقييم حقيقي للتسوية الأولي.
فلا يمكن تكرار ذات التجربة ومن ثم الحصول على نتائج مختلفة، فبدلا من هذا وذاك علينا جميعاً تقييم تلك التجربة كلها، وفي ذات الآن البحث عن الوحدة التى يجب ألا تكون لإسقاط الإنقلاب فحسب، بل من أجل ذلك ومن أجل تأسيس دولة للمواطنة والمساواة والحرية والسلام والعدالة والمؤسسات والسيادة الوطنية، الدولة المستقلة سياسياً واقتصادياً التي لا تتجاذبها مخالب المخابرات والمحاور.
فطريق الوحدة هو الإلتزام بشعارات ومطالب ثورة ديسمبر وخط الجماهير، وهو طريق واضح وغير ملتبس .
الفاتح حسين
المحامي
30 أبريل 2022
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …