عائشة حسن علي أحمد… غياب

عادل شرزي:

اليوم ستبدٲ امتحانات الصف السادس الموحد بمحلية البحيرة بولاية نهر النيل وفي مدرسة شرري وفي الفصل يلاحظ الطالبات والمعلمين
ان هناك غياب لطالبة
وهو درج الطالبة / عائشة حسن علي احمد يوسف

( غياب)

والكل ينظر الي المكان
زميلاتها الطالبات ومعلميها

اين ذهبت العشوش الطالبة النابغة الناجحة لماذا غابت ؟

ماتت العشوش في عطلة عيد الفطر المبارك
اثر لسعة عقرب بعد ان قضت ليلة كاملة وهي. تتأوة وتتألم في احضان ابيها الذي لم يفارقها لحظة وهو قلبه يتقطع وهي تقول له :- ابوي عايزة موية باردة …..ابوي نفسي كتم …..
ومابين هذه الحظات المؤلمة
فارقت الحياة مع اذان الصبح …..

الحسن الجمرة تعتصر قلبه لفراق العشوش

وامها لم تصدق الخبر المشؤوم ذهبت في غيبوبة لفراق العشوش والجميع والاهل يبكي …….
والحسن
يتذكر العشوش وهي يده اليمنى
وهي مطيعة له جدا …..

يقول لها
ياعشوش اسرحي الغنم……. وافتحي الدكان….. سقي البهايم……..

تقول له كلمة ثابتة لن تغيرها ( ٲي خلاص ابوي) ……..

العشوش حرقت قلوبنا وهي بنت الثانية عشر عاما وهي تودع الدنيا الفانية ويبقي الحزن والكآبة علي وجوهنا وتظلم الدنيا امام القرية والكل يبكي والكل يتٲلم لفراقها…….

العشوش هي احدي ضحايا ال300 طفلا ماتوا بلسعات العقارب بالبحيرة
……..
ومنذ قيام سد مروي الذي قام علي جثث هؤلا۽ الاطفال
لن تفيق الدولة من سكرتها وترفع الظلم عن اهالي تلك المنطقة التي قامت الدولة سدها علي ارض المناصير واغرقت. ديارهم وحضارتهم ..
ولم تعوضهم خيارهم المحلي ولم تبني لهم منازلهم

والظلم الكبير الذي احرق الجميع انها لم توصل لهم الكهربا۽ والتي هي العلاج الوحيد الناجع لمحاربة للعقارب …

السودان لن يتعافى اذا كان حكامه ظالمين ودعوات امهات هؤلا۽ الاطفال ليس بينها وبين الله حجاب…..

توفير ( المصل) لن يفيد ولن يعالج العقارب قلنا الف مرة …..

والحل الوحيد قلناه الف مرة
رد حقوق المظلومين التي تتمثل في قيام التجمعات السكنية
في المناطق التي تم تحديدها الاهالي وتوصيل الكهربا۽ والخدمات وهي حقوق وليست خدمات

والحقوق تختلف من الخدمات ……

فلا يعقل ان تصل الكهربا۽ من السد الذي ضحى هولا۽ من اجل السودان وتصل لمناطق السودان المختلفة
واصحاب الحق مازالوا يعيشون في ظلام دامس ولن تصل اليهم لمبة …..
والظلام الذي
جعل العقارب تتبختر وتقتل الاطفال
والحكام كٲن الأمر لايهمهم …..

حسبي الله ونعم الوكيل …..

ماتت العشوش في احضان ابيها…
ويقال ان الجمرة بتحرق الواطيها
وليست العشوش ستكون هي الاخيرة اذا لم تقم وتلتزم الحكومة. بالتزاماتها
تجاه مواطنيها الذين ظلموا كثيرا….
وسيسٲلهم الله يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم

ولانقول الا مايرضي الله

انا لله وانا اليه راجعون

وربنا يصبر والديها ويصبرنا

وانا لفراقك يا العشوش لمحزونون

المكلوم عمك / عادل شرري