ذاكرة السمكة وثقافة الإفلات من العقاب

معتصم اقرع:

في السودان، تستمر الجرائم وسفك الدماء على أيدي الحكام العسكريين بسبب ثقافة الإفلات من العقاب: لا أحد يعاقب أو يدفع أي ثمن لقتل نفس أو آلاف الأنفس.

لكن هذه ليست ثقافة الإفلات من العقاب برمتها، فالسياسيون المدنيون يكررون ارتكاب أخطاء قاتلة للغاية تتعلق بالسياسة الاقتصادية وجميع جوانب الحكم الرئيسية ويتمتعون بنفس الإفلات من العقاب، ولا يدفعون ثمنًا سياسيًا أبدًا في محاكم الرأي العام.

دائماً ما يعود نفس الجنرالات ونفس الساسة المدنيين لقيادة البلاد وكأن أحداً لم يُقتل ولم يتم تنفيذ أي سياسات مفقرة ومدمرة، مثل اتفاقية جوبا للسلام وغيرها.

إذا لم يدفع السياسي أي ثمن لسوء الحكم ولاتخاذ قرارات خاطئة وكارثية، وكان سوئها واضحا عندما اختارها، فماذا يحفزه للاجتهاد في تحديد السياسات الجيدة والالتزام بها حتى عندما لا تكون مريحة له شخصيا على المدى القصير؟

وترسخ مجموعات من المثقفين وقادة الرأي العام ثقافة الإفلات من العقاب وسمكية الذاكرة الجمعية بمحاربة التقييم النقدي للتجارب بتقنيات مختلفة مثل ده ما وكتو وغيرها