
من رأى ليس كمن سمع
د. محمد صديق العربي:
كنا قد كتبنا سابقا عن اعداد السودانيين المتواجدون بمصر وقد ذكرت بعض المواقع الرسمية والغير رسمية بأن تعدادهم حوالي 8 مليون وبالرغم من ضخامة العدد إلا أنه وعلى اقل تقدير سيمثل عدد المسافرون بغرض الاستشفاء والعلاج وحاليا انا واحدا منهم مرافقا للوالد شفاه الله وعافاه.
اسباب الهروب الجماعي نحو الشمال
1. بعد ثورة ديسمبر ورفع الدعم كليا عن السلع والضروريات والأدوية اختل التوزان الموجود بالسودان وخاصة الأدوية أصبحت مكلفة ويجد صعوبة المواطن العادى في الحصول عليها وخاصة الأدوية المستوردة وحتى المصنعة محليا ارتفعت الكلفة نسبة لا ستيراد الخام من الخارج وبالتالي أصبح تكلفة الدواء بمصر ارخص واوفر من السودان وكما ان مصر معظم الأدوية تنتج محليا، يجب الإسراع في توطين صناعة الدواء ولكن في ظل وجود سياسات وزير المالية الحالية قد يستصعب الأمر فالمالية الان تعتمد على المكوس والجبايات كما وضح هو ذلك في إحدى اللقاءات التلفزيونية ولا يشكل مستقبل السودان ومواطنه هما بقدر ما يشغل تفكيره حاليا الربط الذي يفترض أن يوفره لالتزامات اتفاقية جوبا للسلام، اي ما يقارب 800 مليون دولار سنويا وبلا فائدة وبنية تحتية.
2. اخر زيارة قمت بها لمصر كانت في أواخر العام 2019 والان النصف الثاني للعام الحالي وقد لاحظت أن الجارة قطعت اشواطا جيدة في البنية التحتية وتوفر الخدمات فكلما قابلت مجموعة من السودانيين سالت عن تواجدهم وبالرغم من تباين الأسباب التى انحصرت في العلاج والتعليم وتوفر الخدمات الأساسية والعمل والاستثمار فقد قابلت أحد المزارعين الذين افنوا جل حياتهم في فلاحة الأرض والسعاية، فقال قد باع كل أراضيه الزراعية واشترى بها اربع شقق سكنية بمناطق مختلفة بمصر وهو يقوم بايجارها وعائدها افضل من الزراعة، بعد عدد من المواسم الفاشلة التى قضاها مؤخرا بالسودان بسبب ارتفاع سعر التقاوى وشح الأسمدة وغلاء سعر الكهرباء والجازولين وعدم شعوره بالأمان.
3. لم نخرج على نظام الجبهة لنصل مرحلة من الدرك السحيق التى وصل إليها السودان الان فصرنا كخلايا سرطانية تهاجم جسم عائلها وتقضي على المعافى منها وابدالها باخرى معتلة فاصبحنا لا نطيق بعضنا بعضا حتى انت ايها القارئ وانت في هذا السطر قد كونت الف رأى سالب تجاه كاتب هذه الأسطر وما منعك بمهاجمتى إلا ود قديم بينك والكاتب او لم تصل إلى تكملة المكتوب وانصرفت من اول سطر.
4. نحن لسنا بخير والسودان كذلك وان كنت تريد أن تثبت ذلك فقط انظر إلى الفديو المتداول للسيارة التى وقع عليها حادث وتجمهر عدد من المارة لسرقة محتوياتها وحتى وصل الحال بفكفكة قطع غيارها، نحن ليسوا بخير وكما إننى لم اعد مؤمنا بتقفيل الشوارع وتتريسها والتظاهرات لأسباب متعلقة لم اعد احتمل منظر قتل مجددا ولن يتوجع بهذا القتل أكثر من اهل المتوفي وخاصة انهم قصر زغب الحواصل لديهم من المستقبل ما يكفي المحافظة على حياتهم لا أعلم كيف مقاومة الانقلاب والفكاك من النظام القمعي غير هذه الوسيلة المميتة وكما إننى منذ فترة حدثتنى نفسي بأن التصفيات المختارة بعناية سوف تبدأ في عملها وامتنعت عن اي وسيلة اعتبرها دفع لمزيد من القتل وكما إننى لم اعد أؤمن بأننى خرجت من أجل جبريل ابراهيم واعفاءاته المبنية على العنصرية والجهوية والتنكيل ببقية الشعب بفرض الجبايات والرسوم والضرائب حتى أصبح الذي يؤلمه راسه يراسل من بالخارج مستفيثا بصندوق يسكن الم راسه.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












