
رطانة الخبراء
د. معتصم اقرع:
من الشائع أن ترى “خبراء” يكتبون أو يتحدثون إلى الجمهور العام غير المتخصص حول قضايا الاقتصاد (ومواضيع أخرى أحيانًا) مستخدمين لغة ثقيلة التقعر والتعقيد. هذه ممارسة غريبة إذا افترضنا أن الخبير يتحدث إلى الجمهور بهدف إيصال فكرة بوضوح بحيث يمكن للجمهور قبولها أو رفضها أو مجرد الحصول على معلومات تنويرية عنها. ما الفائدة من الكتابة أو التحدث إذا لم يكن بإمكان جمهور المستمعين فهم ما يقوله الخبير؟
التحدث بلغة صينية لا يستطيع الناس فهمها يمكن تفسيره بأحد احتمالات أربعة.
الاحتمال الأول هو أن الهدف من التواصل ليس تنوير جمهور المستمعين اذ أن الغرض الحقيقي هو إدهاشهم بالظهور بمظهر خبير عبقري يفهم أشياء معقدة حقًا وهذا يعني أنه من حقك ان أن تتمتع بمكانة عالية وبامتيازات اجتماعية ومهنية وسياسية خاصة وأن يترك الهوام من الشعب الأمور المهمة لتقديرك الحكيم لأنهم لا يستطيعون فهم هذه الموضوعات الصعبة التي تستعصي عليهم.
الاحتمال الثاني هو أن الخبير لا يفهم حقًا القضية التي يتعامل معها لأن أي شخص يفهم موضوعه جيدًا ولديه موقف واضح يكون قادرًا على إيصاله إلى جميع المستمعين بغض النظر عن خلفيتهم التعليمية إذا قام باستخدام اللغة المناسبة.
الاحتمال الثالث هو أن الخبير يرغب في إخفاء موقفه الحقيقي وراء جدار من المصطلحات بسبب أنه من الصعب عليه الدفاع عن موقفه على أسس فكرية أو سياسية أو أخلاقية.
الاحتمال الأخير هو أن “الخبير” نزيه وامين، ولكنه غبي لا يفهم أنه لا يجوز التواصل مع عامة الناس باستخدام نفس اللغة التي يستخدمها للتواصل مع الخبراء المتخصصين في الموضوع.
باختصار عدم تفصيل لغة التواصل على مقاس المستمعين المستهدفين يشي اما عن بلادة أو عن اهداف غير سوية مثل شرعنة امتيازات اجتماعية/سياسية أو سواقة بالخلا.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












