آخر الأخبار - أكتوبر 13, 2022

لغز الاختيار

معتصم اقرع:

من الألغاز التي أصابت الثورة السودانية الافتقار إلى الشفافية حول كيفية تعيين التكنوقراط الذين حكموا السودان في الفترة الانتقالية المجهضة.

وباستثناءات تثبت القاعدة, يتضح فقط من رشح من لشغل أهم كراسي مجلس الوزراء أو مجلس السيادة ومن قبل ترشيحهم ولماذا.

وحتى في الحالات التي وضحت فيها الجهات التي رشحت وزيرا ما, لا يعرف الراي العام, في معظم الأحوال, ما يكفي عن أسباب قبوله دون غيره من المرشحين ولماذا استبعدت أسماء اخري من الترشيح رغم جدارتها.

كما أن صانعي الملوك السريين لم يهتموا أبدًا بشرح سبب استبعاد المرشحين الآخرين ولماذا كان المرشحون المختارون هم الأفضل.

لذلك ربما كان من الطبيعي ان تتلخص إنجازات الفترة الانتقالية المقبورة في رفع الدعم والتطبيع والالتفاف حول مطلب العدالة لشهداء الثورة بمن فيهم شهداء مجزرة الاعتصام!

نفس المرض يعيد نفسه هذه الأيام. في كل مرة تقرأ فيها الصحافة السودانية تجد مقالات عن مرشحين لمنصب رئيس الوزراء، وقوائم قصيرة، ولكنك لا تعرف من رشحهم ومن له الحق في قبولهم أو رفضهم ولا تجد تفسيرات عن سبب كونهم أفضل من انجب السودان للحكم!!!.

إذا كان للكيانات السرية غير الشفافة الحق في اختيار رئيس الوزراء المقبل والوزراء الآخرين، فإن هذه الكيانات تكسب الصراع حتى قبل أن تبدأ الحكومة المختارة مباشرة مهامها.

التآمر على الثورة والديمقراطية يبدا بعدم الشفافية ولا-ديمقراطية الترشيح والاختيار والابعاد المتعلق بتعيين الحكومة القادمة بدون مشاركة الرأي العام والكيانات الأهم مثل لجان المقاومة والنقابات وغير ذلك من الأجسام السياسية الوطنية الفعالة.

نعم الترشيح والتعيين لا مفر منهما، ولكن الغموض وضبابية العملية خيار سياسي وليس حتمية عملية.

لمعرفة كيفية اختيار كفاءات وطنية يجب ان يكون القائم بالاختيار نفسه كفاءة وطنية. وفاقد الشيء لن يعرفه ولن يعطيه. باختصار, الكفوة بالتكوين عاجزة عن اختيار كفاءة.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …